العدد الرابع من مجلة لباب

| 24

إن الإمكانـات الجوهريـة للإسـ م الشـيعي، ووجـود عوامـل سياسـية مثيـرة داخـل هـذا نـت مـن تقـديم تفسـير ثـوري جديـد للإسـ م. ومـن ناحيـة أخـرى، فـإن َّ المذهـب، مك وجـود معتقـدات مـن قبيـل الدفـاع عـن المسـتضعفي، والعدالـة الاجتماعيـة، وسـلطة الرجــل الصــالح، والوعــد الإلهــي بقــدوم الإمــام المهــدي، وجميــع هــذه التفســيرات مهـا الخمين ـي عل ـى أنهـا الاسـتراتيجية َّ ا للإسـ م الشـيعي، وقد ً ـا جدي ـد ً أعطـت مفهوم علـى ذلـك ً تبـع مـن أجـل إقامـة الحكومـة الإسـ مية العالميـة، وبنـاء ُ التـي ينبغـي أن ت ا فـي منطقة الشـرق الأوسـط، ّ ً ا وسياسـي ّ ً بـدأت المجتمعـات الشـيعية تنظـم نفسـها عسـكري ـا فـي مرحلـة مـا قبـل الثـورة فـي إيـران. ً وهـو مـا لـم يكـن ممكن ) فـي كتابـه “المقاومـة الشـيعية والثـورة”، إلـى أن Martin Kramer( ويشـير مارتـن كرامـر ـا مـن أقـوى مفاهيـم التمـرد ً المجتمعـات الشـيعية أنتجـت، فـي الوقـت الحاضـر، بعض الثـوري، بحيـث أصبـح هنـاك اليـوم حـزام شـيعي يغطـي أجـزاء مـن لبنـان، وسـوريا، والعـراق، وأفغانسـتان، والسـعودية، والكويـت، والبحريـن، وإيـران، وباكسـتان والهنـد، ـل ِّ وينقسـم هـذا الحـزام إلـى أغلبية-أقليـة شـيعية فـي بلـدان مختلفـة، وهـو بحـد ذاتـه يمث .)11( ا فـي اسـتراتيجية المجـال الحيـوي الشـيعي-الإيراني ً ا كبيـر ً تطـور ا للخصائـص الجيوبوليتيكيـة للبلـدان الواقعـة فـي إطـار الجيوبوليتيـك الشـيعي، فقد ً ونظـر الـة فـي َّ تم وصـف هيكلهـا الطبيعـي والإنسـاني والدينـي والسياسـي كوحـدة نشـطة وفع النظـام العالمـي؛ إذ شـغلت مواضيـع مثـل المـوارد والسـكان والموقـع الاسـتراتيجي دول المنطقـة عـن قضايـا عالميـة مهمـة، مثـل الطاقـة، والعمليـات العسـكرية والاسـتراتيجية، والصراعــات والاتجاهــات الدينيــة، والأمــن الدولــي والتجــارة العالميــة. فعلــى ســبيل المثـال، يقـع الشـيعة فـي الخليـج العربـي فـي منطقة حساسـة للغايـة مـن الناحيـة الجغرافية ا ً والسياسـية؛ إذ يـؤدي الخليـج العربـي باعتبـاره أكبـر مسـتودع للنفـط فـي العالـم، دور

Made with FlippingBook Online newsletter