قراءة في كتاب - حرب الحضارات لن تقع
255 |
حـركات الهجـرة المؤقت ـة والدائمـة وانفجـار قن ـوات التواصـل وتدف ـق المعلوم ـات ف ـي جميــع الاتجاهــات، بــل تفرضهــا طبيعــة التحديــات التــي تواجــه الإنســانية. نوفمبر/تشــرين 13 جديــر بالانتبــاه أن الباحــث أنهــى مســودة كتابــه عقــب هجمــات ـر فـي ذروة التحريـض علـى ِ ش ُ التـي هـزت العاصمـة الفرنسـية باريـس، ون 2015 الثانـي الإســ م والمســلمي كعامــل تخريــب وتهديــد مزمــن لأمــن أوروبــا وقيمهــا. بالنســبة لـ”ليوجيي ـه”، ف ـإن التعاي ـش ب ـن الحضـارات أصـل، أم ـا العن ـف فه ـو دلي ـل أعطـاب ا ع ـن الأيديولوجي ـا ً بنيوي ـة سوس ـيو اقتصادي ـة وسياس ـية ينبغ ـي الانكب ـاب عليه ـا بعي ـد غيـر قابـل للتحقيـق فـي زمـن ٌ ـم ْ ه َ والرهـاب. كمـا أن إغـ ق الحـدود وإعـ ء الجـدران و ـر َّ عـن كونهـا سياسـة ارتدادي ـة عـن دينامي ـة العال ـم المفت ـوح ال ـذي بش ً العولمـة، فضـ بـه الغـرب نفسـه، ثـم إن طبيعـة القضايـا التـي تواجـه العالـم عابـرة للحـدود ولا يمكـن حلهـا إلا فـي إطـار حكامـة عالمي ـة تلتئ ـم فيهـا كل الجماعـات الإنسـانية. ينقســم الكتــاب إلــى ثلاثــة أقســام؛ فــي القســم الأول، يتســاءل رافائيــل ليوجييــه: “الحضارات...اســم لأي مســمى؟”، ليطــرح فــي القســم الثانــي إشــكالية “العامــل الدينـي فـي الحضـارة الكوكبيـة” قبـل أن يعكـف علـى مناقشـة “الحـروب والسـ م فـي ا لكنهـا تتواشـج علـى نحـو وثيـق، ّ ً الحضـارة العولميـة”. إنهـا مباحـث تبـدو مسـتقلة نسـبي لتخـدم أصالـة وعمـق باحـث اعتـاد فـي كتاباتـه الحفـر فـي المرجعيـات الأنثروبولوجيـة للظواهـر، قبـل أن يعززهـا بتوظيـف آليـات التحليـل السوسـيولوجي للشـأن الدينـي فـي مجال ـه الكوكب ـي دون أن يغف ـل اسـتخدام مناهـج تحلي ـل العلاق ـات الدولي ـة، والعل ـوم السياسـية لمتابعـة انتقـال حركيـة الهويـة مـن إطـار التعبيـر التلقائـي إلـى دائـرة التوظيـف السياس ـي والأيديولوج ـي. إن الكتـاب، بنزعتـه الإنسـانية الكونيـة ومرافعتـه مـن أجـل الاختـ ف كحقيقـة مثمنـة
Made with FlippingBook Online newsletter