| 266
ومريدوهـا مـن المؤمنـن، ثـم أصوليـة تكتسـي فعـل عـودة إلـى “الديـن الخالـص” الـذي تعـرض للطمـس مـن داخـل الجماعـة وللاسـتهداف مـن خارجهـا. إن برنـارد لويـس وهنتنغتـون وتلامذتهمـا المتكاثـرون فـي الحقـل الإعلامـي والسياسـي ثقافي ـة وهوي ـات مختلف ـة ف ـي خان ـة ديني ـة ً ـا، كت ـ ً ا وتعميم ً الغرب ـي يجمع ـون، تعس ـف ـم الغراب ـة الاستش ـراقية الت ـي خدم ـت السياس ـة الاس ـتعمارية ْ ه َ إس ـ مية، م ـن وح ـي و ــا فــي كتابــه ً ا، كمــا وضــح ذلــك إدوارد ســعيد، خصوص ّ ً ا أو لا شــعوري ّ ً شــعوري “الاستشــراق”. وإذ يلتقــط الكاتــب ربــط إدوارد ســعيد بــن الاستشــراق والاســتعمار، يطيــب لــه أن يذكـر أن هنتنغت ـون كان يق ـدم خدمات ـه للمجل ـس القومـي للأمـن، وهـو مركـز تفكي ـر رسمـي لواشـنطن حـول السياسـة الخارجيـة. لقـد نشـر المقـال عـن “صـدام الحضـارات” ره إل ـى َّ وأم ـام الجـدل ال ـذي أث ـاره ف ـي سـوق الأف ـكار الاسـتراتيجية، ط ـو 1993 ع ـام .1996 كت ـاب ف ـي ) أعلــن “نهايــة التاريــخ” بانتصــار Francis Fukuyama( وكان فرانســيس فوكويامــا الليبراليـة كنظـام اقتصـادي وسياسـي واجتماعـي، وتوحيـد العالـم تحـت رايـة السـوق. لك ـن هنتنغت ـون رد عل ـى تبش ـيرية فوكويام ـا بتبي ـان أن بع ـض الحض ـارات غي ـر ق ـادرة ــر بهــا كانــط، َّ علــى التأقلــم مــع نظــام الديمقراطيــة. بالنســبة لــه، الكونيــة التــي بش والمسـاواة التعاقديـة لروسـو والليبراليـة السياسـية لجـون لـوك منتجـات ثقافيـة غيـر قابلـة للاسـتنبات فـي سـياقات حضاريـة غيـر غربيـة. وهـو لا يخفـي أن الغـرب حـن يرفـع ـة إنم ـا يم ـارس النف ـاق والبراغماتي ـة، بينم ـا يصـف بع ـض َ ط َ ر ْ ق َ م َّ شـعارات الكوني ـة والد النخـب بالسـذاجة حـن تطالـب بدعـم مطامـح الشـعوب إلـى الديمقراطيـة والليبراليـة. يسـجل رافائيـل ليوجييـه أن التقسـيم الحضـاري لهنتنغتـون مرتبـك يتجـاور فيـه الانتمـاء
Made with FlippingBook Online newsletter