العدد الرابع من مجلة لباب

| 26

الشـيعية، إلـى جانـب التفاعـل بينهـا وبـن مركـز الجيوبوليتيـك الشـيعي-إيران، والبحـث فـي بنيـة هـذه الهويـة وجوانبهـا المعياريـة والثقافيـة فـي إطـار النظـام الدولـي، لـه الكثيـر بهـا الجيوبوليتيـك َّ مـن الفوائـد النظريـة لوصـف وشـرح التطـورات السياسـية التـي مـر الش ـيعي. فف ـي منطق ـة الش ـرق الأوس ـط، تتع ـرض الهوي ـات العاب ـرة للح ـدود الوطني ـة للخطـر، ممـا يحـد مـن سـلوك الدولـة، فالتحليـل البنائـي لصعـود الشـيعة فـي العالـم الإسـ مي، يشـير إلـى عمليـة تدريجيـة مـن أسـفل إلـى أعلـى، أي مـن مراحـل مـا قبـل الثـورة إلـى مـا بعـد نجـاح هـذه الثـورة، بحيـث أصبحـت الهويـة الشـيعية اليـوم قـادرة علـى تغييـر النظـام الإقليمـي عبـر نشـر هويـات مذهبيـة جديـدة فـي العالـم الإسـ مي عـن طريـق سياسـات التشـيع. ويمكـن القـول هن ـا: إن هن ـاك ثلاث ـة عوامـل أسـهمت فـي إحي ـاء الشـيعة فـي منطقـة ـا: تقويـة الشـيعة ً : تقويـة الشـيعة فـي لبنـان والعـراق، وثاني ً الشـرق الأوسـط، وهـي: أو ـا: صع ـود إي ـران ً الآخري ـن ف ـي السـعودية والكوي ـت والإمـارات العربي ـة المتحـدة، وثالث السياسـي والمذهبـي. هـذه العوامـل الثلاثـة عـززت القـوة الشـيعية فـي الشـرق الأوسـط، ا فـي معادلاتهـا الإقليميـة والدوليـة؛ إذ أصبحـت هنـاك علاقة منفعـة متبادلة ً ولعبهـا دور بـن صعـود مكانـة إيـران السياسـية، وأدوار حلفائهـا فـي منطقـة الشـرق الأوسـط، وهـو ز مكانـة الهويـة الشـيعية فـي السـاحة السياسـية الإقليميـة والدوليـة. َّ مـا عـز ونشــير هنــا إلــى أن هنــاك اختلافــات سياســية بــن الهويــات الشــيعية فــي المنطقــة حــول كيفيــة الوصــول للســلطة، ففــي الوقــت الــذي وجــد فيــه الخمينــي أن الســبيل الوحيـد للوصـول للسـلطة هـو الثـورة، دعـا العديـد مـن الزعمـاء الدينيـن الشـيعة فـي الع ـراق أتباعه ـم إل ـى الالت ـزام بقواع ـد الديمقراطي ـة ف ـي سـياق الصـراع عل ـى السـلطة ، والسـبب الرئيسـي فـي ذلـك، هـو وجـود 2003 بعـد الاحتـ ل الأميركـي للعـراق عـام

Made with FlippingBook Online newsletter