العدد الرابع من مجلة لباب

| 272

ـة الاتصـال والمعلومـات، وتمـدد مسـاحات الشـعور الجماعـي باللاأمـن الهوياتـي َ ط َ ر ْ ق َ م َ د ثــم الشــعور بالإقصــاء والإحبــاط فــي مجتمــع تتهاطــل علــى بيوتــه صــور وأصــوات الناجحـن والأثريـاء والنجـوم، والتـي تبـدو معهـا الحيـاة الرغيـدة قريبـة بقـدر مـا هـي بعيــدة أو مســتحيلة التحقــق. وحيـث إن رافائيـل ليوجييـه اعتـاد علـى التعامـل مـع سـيول المعطيـات الإحصائيـة التـي تنهـال علـى برامـج التليفزيـون والصحـف، حـول تدفقـات الهجـرة، واتجاهـات الجريمـة ا ً ـا المسـلمي)، بـل واللاجئـن (كمـا حـدث مؤخـر ً فـي أوسـاط أبنـاء المهاجريـن (خصوص سـبت إلـى لاجئـن سـوريي فـي ألمانيا)، ُ فـي التغطيـات الإعلاميـة لبعـض الجرائـم التـي ن ومـع البيانـات الديمغرافيـة التـي تنـذر بأسـلمة سـكانية واسـعة، والإحصائيـات المتعلقـة بتطـور أعـداد المسـاجد والتجـارة الحـ ل والمقاب ـر الإسـ مية....إلخ، فإن ـه يشـهر ف ـي المقابـل مؤشـرات داحضـة للمؤشـرات التـي تضـع المسـلم فـي دائـرة الاتهـام المسـبق. ـا بالضـرورة لقيـم الحداثـة والديمقراطيـة؛ ففـي المسـح العالمي ً الإنسـان المسـلم ليـس معادي ف ـي المئ ـة م ـن المواطن ـن ف ـي ألباني ـا، ومصـر، وبنغلادي ـش، 99 إل ـى 92 للقي ـم، ف ـإن وأذربيجـان، وإندونيسـيا، والمغـرب، وتركيـا يدعمـون المؤسسـات الديمقراطيـة. بينمـا لا ا مــن تصميــم ً فــي المئــة بأميــركا. إذن، فالواقــع أكثــر تعقيــد 89 تتجــاوز هــذه النســبة .)15( ـا لأحـكام جاهـزة ً الخرائـط المتوهمـة، وحفـر الحـدود طبق ل وقـود التعبيـرات الجهاديـة ِّ شـك ُ ـا ي ً م ْ ه َ صـدام الحضـارات ليـس فـي نظـر الكاتـب إلا و ي معســكرين ِّ ــذ َ غ ُ ــم ي ْ ه َ والرهــاب الشــعبوي الأوروبــي فــي نفــس الوقــت. نفــس الو نقيضـن يتنفس ـان نف ـس ه ـواء: الحق ـد المرضـي عل ـى الآخـر. هن ـا، يلتق ـي اب ـن لادن مــع الأصوليــن البروتســتانت الأميركيــن. فالحقــد المتبــادل يرســم الصــورة نفســها .)16( للعالــم

Made with FlippingBook Online newsletter