العدد الرابع من مجلة لباب

قراءة في كتاب - حرب الحضارات لن تقع

273 |

ـر ليوجييـه بواقـع عنيـد لا يرتفـع: التدفـق المعلوماتـي الحامـل لصـور الرفـاه والثـراء ِّ يذك لا يمكــن حصــره. مــن يتشــبع بهــذه الصــور قــد تتملكــه الرغبــة فــي أن يعيــش فــي نيويـورك، كمـا الرغبـة فـي تدميرها...تلـك الرغبـة اليائسـة. الهجـرة مسلسـل لا رجعـة مليـون إلـى 77 انتقـل عـدد المهاجريـن مـن 2015 إلـى 1965 فيـه. فـي نصـف قـرن مـن فـي المئ ـة مـن سـاكنة العال ـم. لا يمكـن وقـف حـركات الهجـرة إلا 3 ملي ـون، أي 200 بجعـل مناطـق الجـذب مناطـق طـاردة للرغبـة، وبتدميـر العالـم الافتراضـي الـذي تسـوق فيـه نفـس الرغبـات ونفـس المنتجـات. وا عبـر التلقـن الدينـي، فـإن الجهاديـن الجـدد ُّ ـا للجهاديـن القدامـى الذيـن مـر ً خلاف يرتمـون فـي هـوس الحـرب المقدسـة دون أسـاس ثيولوجـي. فشـعور الإحبـاط والغضـب يدعـو إل ـى الانتمـاء لتنظي ـم عني ـف مـن خـ ل اللقـاء بأصدقـاء متشـابهي فـي اليت ـم وســباق البحــث عــن معنــى أو عبــر اكتشــاف هــذا العالــم المثيــر والجالــب للمجــد والاعتـراف عبـر الإنترنت...ينبـه الباحـث إلـى الحقائـق الاجتماعيـة العامـة التـي ترتسـم فـي خلفيـات الشـباب الجـانح إلـى العنـف باسـم الإسـ م. جلهـم ينتمـي إلـى أحيـاء شــعبية، عاطلــون، العديــد منهــم خبــروا حيــاة الإجــرام ويوميــات الســجون. بــل إن دراسـة حال ـة هجـوم شـارلي إيب ـدو تكشـف وجـه جهادي ـن ينحـدرون م ـن عائ ـ ت ك، وحالــة يتــم َّ غيــر متدينــة بشــكل عميــق. قاسمهــم المشــترك وســط عائلــي مفــك حقيقي ـة أو رمزي ـة؛ لا اهتم ـام بالنصـوص الديني ـة وأحكامه ـا، كم ـا أن اعتن ـاق الفك ـر ـا ً الجهـادي عنـد هـؤلاء ليـس خلاصـة انحـراف فـي التديـن وتطـور نحـو الغلـو، بـل تطلع ـا إل ـى المجـد والاعت ـراف عب ـر العن ـف والانتق ـام. ً ـا ويائس ّ ً مرضي عندئــذ، وبينمــا يشــكو اليمينيــون المتطرفــون مــن تســامح أوروبــا مــع اقتحــام الآخــر عـن الضغـط ً للمجـال العـام، برمـوزه الغريبـة، التـي تهـدد قيـم الغـرب وأنـواره، فضـ

Made with FlippingBook Online newsletter