العدد الرابع من مجلة لباب

| 274

لة واسـتنزاف مخصصاتهـا الاجتماعيـة وسـرقة الوظائـف، ِ علـى مـوارد البلـدان المسـتقب يضـع رافائي ـل ليوجيي ـه الدول ـة الأوروبي ـة ف ـي قف ـص الاته ـام. أم ـراض الواق ـع يراه ـا ــا لسياســات عموميــة لــم تكــن بالفعــل وفيــة لقيــم الليبراليــة وحقــوق ّ ً ا طبيعي ً تطــور الإنسـان. يسـجل أن أوروبـا تنحـدر نحـو سياسـات تمييزيـة مناهضـة للجماعـات الثقافيـة ) تصنيـف بعـض 1 : الأقليـة. يمكـن فـرز ثـ ث مراحـل لمسـار تشـدد هـذه السياسـات ) حــث الســاكنة علــى اســتبعاد 2 . المجموعــات الســكانية بوصفهــا هامشــية، مختلفــة )3 . ه ـذه الجماعـة أو تل ـك م ـن خـ ل خطـاب يصمه ـا كخطـر يحم ـل نواي ـا غـادرة اتخـاذ تدابيـر عمليـة تنتقـص حقـوق هـذه المجموعـات. يتحـدث الكاتـب عـن عنـف جماعـي ق ـد يتحـول إل ـى عن ـف دول ـة، يتغ ـذى عل ـى الحل ـم الضائ ـع ببن ـاء مجموعـة ـا. إنـه الرهـاب الـذي يفضي إلـى مناهضـة التمازج ّ ً ـا، وثقافي ّ ً ـا، وديني ّ ً وطنيـة منسـجمة إثني والتلاقـح الثقافـي الـذي لا يمكـن تلافيـه فـي زمـن العولمـة. تتحـول الهويـات القوميـة تحـت تأثي ـر هـذا الرهـاب إلـى هويـات مفترسـة مسـتعدة للتعبئ ـة ضـد مـا “يهددهـا”. ـف، فـإن النـزاع العربي-الإسـرائيلي يجسـد هـذا التوظيـف الأيديولوجـي ِّ وبالنسـبة للمؤل لمسـألة الهوي ـة والتهدي ـد القومـي. فقـادة إسـرائيل يرفعـون شـعار دول ـة قومي ـة موحـدة ـا، تواجـه التطويـق والحصـار مـن قبـل “الآخريـن”، والحـال أن الفلسـطينيي هـم أكثـر ّ ً إثني ـا، والأكثـر معانـاة مـن الحصـار والتضييـق. ً ضعف يــرى الكاتــب أن الغيريــة بمــا تضمــره مــن حضــور “الآخــر” فــي “الــذات”، تتعــرض ـا بلسـان ً ـا غيـر آمنـة. متحدث ً للمناهضـة ليـس فقـط لأنهـا مختلفـة وغريبـة، بـل لأنهـا أيض المواطـن الأوروبـي المتوجـس مـن جـاره “الغريـب” الـذي يقاسمه العمـارة أو مـكان العمل، أو المقهــى، يقــول: “فنحــن لا نعــرف هــل يتعلــق الأمــر بمســلم، فقــط، أم بجهــادي؟ .)17(”؟ بـوذي فقـط أم عضـو طائفـة دينيـة خطـرة؟ يهـودي فقـط أم فاعـل صهيونـي

Made with FlippingBook Online newsletter