العدد الرابع من مجلة لباب

قراءة في كتاب - حرب الحضارات لن تقع

275 |

يلـوذ الكاتـب غيـر مـا مـرة بـدروس الأنثروبولوجيـا. يذكـر أن الحضـارات كانـت تتنـازع ا للعالـم، والباقـي أطـراف. كانـت تتغـذى علـى تصـور ً ا فـي اعتبـار نفسـها مركـز ً سـابق معـن للعـدو يسـهم فـي تشـكيل لحمـة المجتمـع المعنـي بمحاربتـه، حسـب بيـار كلاسـتر ). اليــوم لا وجــود لمركــز، فــي ظــل عولمــة مفتوحــة، ممــا يعيــد Pierre Clastres)(18( ا بوعـاء جغرافـي معـن، وبتعريـف الـذات ً تعريـف الحضـارة التـي كانـت مرتبطـة سـابق فـي مقابـل الآخـر الكائـن وراء الحـدود. تـكاد هـذه الحـدود اليـوم تفقـد وظيفتهـا المانعة والمحـددة لفضـاءات نمـو الهويـات والثقافـات المتمايـزة. ـا لتقاليـد الفكـر النقـدي الذاتـي الـذي انبثـق مـن داخـل التـراث التنويـري الغربـي، ّ ً وفي ــل قبــل كل َّ يلاحــظ الكاتــب أن الغــرب بصــدد نفــي جوهــر حداثتــه؛ فالحداثــة تتمث شـيء فـي خل ـق إمكاني ـات لتعاي ـش عـدة أنمـاط مـن الحي ـاة وأشـكال للوجـود تب ـدو متنافـرة. الحـال أن محاولـة العـودة إلـى الانسـجام والوحـدة عـن طريـق إقصـاء الآخـر واسـتبعاده م ـن المجـال القوم ـي لا يمكـن أن تف ـرز هوي ـة مسـتقرة وواثق ـة م ـن نفسـها، بـل سـتفجر وضـع شـقاق عالمـي غيـر قابـل لـ دارة، وسـيقضي علـى إمكانيـة تعايـش

جماعـي لا غنـى عنـه لمسـتقبل العالـم. تحديات كونية تفرض حكامة جامعة

ثم ـة مش ـكلة سياس ـية ف ـي تدبي ـر التعددي ـة الحضاري ـة، أو عل ـى الأق ـل جـزء منه ـا ه ـو كذل ـك. الدول ـة الأم ـة تعي ـش أزم ـة وجودي ـة ف ـي زم ـن العولم ـة، فالتدفق ـات العاب ـرة للحـدود تنفلـت مـن سـيطرتها، والمشـاكل الكبـرى ذات طابـع عابـر للحـدود، ومنطـق الرأسمالي ـة الجدي ـدة يتحـدى الآلي ـات الرقابي ـة الرسمي ـة، واحت ـكار العن ـف ب ـات سـلطة متجـاوزة، والسـيطرة علـى التدفقـات الفكريـة وهـم فـادح.... فمـاذا تبقـى للحكومـة

Made with FlippingBook Online newsletter