العدد الرابع من مجلة لباب

قراءة في كتاب - حرب الحضارات لن تقع

277 |

ق ـد تختل ـف الحضـارات ف ـي كل شـيء، لكنه ـا تتقاسـم منظوم ـات بيئي ـة كان ـت وراء Jared Di� د � د دايمنـ � ي جاريـ � ك الجغرافـ � ح ذلـ � ا أوضـ � ة، كمـ � ارات قوميـ � اء حضـ � اختفـ ( ك دينامي ـة جدي ـدة ِّ ). فلعـل الخطـر البيئ ـي الماحـق وضـرورات البقـاء تحـر amond)(20 خـارج منطـق المغالبـة والصـراع الـذي طبـع تاريـخ العلاقـات الدوليـة حتـى اليـوم. يريدونهــا عولمــة فــي اتجــاه واحــد، تســخر المجتمعــات الهامشــية والهويــات المختلفــة ا وقواع ـد خلفي ـة ّ ً ا اسـتهلاكي ً ف ـي الجن ـوب، وضمن ـه الفضـاء العرب ـي الإسـ مي، سـوق ف ـي مس ـار التناف ـس ب ـن الق ـوى داخـل المجـال الغرب ـي. وف ـي المقاب ـل، يس ـعون إل ـى صـد أبـواب تفاعـل متبـادل المنافـع، وتلاقـح يثـري التجربـة الحضاريـة الإنسـانية. منطـق ينسـف نفسـه حسـب الكاتـب الـذي يبنـي مجمـل فكـرة الكتـاب علـى دحـض نظريـة صـدام الحضـارات، وتأكي ـد أن العال ـم يشـهد مخـاض حضـارة كوني ـة تصن ـع الوحـدة الإنس ـانية أكث ـر م ـن أي ـة حقب ـة س ـابقة ف ـي تاري ـخ البش ـرية، وإن كان ـت لا تعل ـو عل ـى التوتــرات والاحتــكاكات وأشــكال العنــف الجذريــة غيــر المســبوقة. فــي الحضــارة رة، َّ العولميـة، لا دولـة تتحكـم فـي مركـز العلاقـات، والآخـر لا يوجـد فـي حـدود مسـط ـا مـن خـ ل فضـاءات التواصـل والإعـ م أو ً بـل يوجـد فـي كل مـكان، سـواء افتراض ا بـل ً حقيقـة مـن خـ ل حركيـة الأشـخاص فـي إطـار الهجـرة. الغيريـة ليسـت اختيـار ـا تزكيـه حركـة التاريـخ الاقتصـادي والاجتماعـي. وإنـه لمـن سـخرية التطـور ً ـا قائم ً واقع أن الحضـارة الغربيـة التـي كان لهـا نصيـب الأسـد فـي صناعـة الثـورة التواصلية والتبشـير ـا فـي اتجـاه إعـادة إعـ ء الأسـوار ً ا ونكوص ً بالقريـة الكوكبيـة تنتـج أكثـر المواقـف ارتـداد وحش ـر الآخـر داخـل حـدوده. الجـدار الع ـازل لي ـس تطبيق ـات مادي ـة ف ـي الأراضـي ـا ً العربيـة المحتلـة وعلـى الحـدود الأميركيـة المكسـيكية وعبـر ضفتـي المتوسـط، بـل هوس مـا فتـئ يتغلغـل فـي أعمـاق الغـرب، وعيـه ولا وعيـه.

Made with FlippingBook Online newsletter