العدد الرابع من مجلة لباب

| 278

خاتمة رافائيــل ليوجييــه هــو أحــد الباحثــن المتميزيــن بموضوعيتهــم وأصالتهــم واســتمرارية ـا فـي تنـاول مواضيـع سـاخنة، تجعلـه مـن الأشـخاص ً مشـاريعهم الفكريـة وجرأتهـم أيض ـا فـي دوائـر الإعـ م الت ـي باتـت تمي ـل أكث ـر جهـة اليمـن. ّ ً غي ـر المرغـوب فيهـم عملي ـاب مـن َّ ت ُ ويكفـي مقارنـة وضعـه فـي فرنسـا مـع الحالـة الاحتفاليـة التـي يحظـى بهـا ك قبي ـل برن ـار هن ـري ليف ـي، وميش ـيل هولبي ـك وإري ـك زم ـور ف ـي فرنس ـا. لكن ـه لي ـس فـي خانـة تحفـل بورثـة الأنـوار ودعـاة الحـوار الحضـاري والحالمـن بعالـم ً ـا معـزو ً صوت تتضافـر فيـه الوحـدة والتنـوع. إنـه سـليل شـجرة تقـاوم غوايـة الرهـاب والقطيعـة بـن المجتمعـات. هـو تجسـيد لجيـل جديـد يواصـل حمـل الشـعلة الفكريـة والإنسـانية التـي مثلتهـا أسمـاء مـن قبيـل إدغـار مـوران وتزفيتـان تـودوروف وغيرهمـا. يقـول إدغـار مـوران: إن الحضـارات والثقافـات لا تتحـاور، وحدهـم الأفـراد يسـتطيعون ا ً ذلـك، أولئـك الذيـن يتمتعـون بموقـف منفتـح ومعتـرف بالآخـر، ويعتقـدون أنـه انطلاق مـن الاختلافـات يمكـن إيجـاد قاعـدة مشـتركة، ولغـة مشـتركة. بالنسـبة لـه، فـإن الغربيـن الذيـن درسـوا باقـي الحضـارات يؤمنون بـأن الإسـ م لا يمكن ختـزل فـي الأصوليـة. إنـه ديـن كبيـر لـه دور حضـاري بـارز فـي التاريـخ. بـل إنـه ُ أن ي كان الحضـارة العظمـى فـي القـرون الوسـطى. هنـاك عـدة تأويـ ت للإسـ م، وبمجـرد وجـود تن ـوع مـن داخـل الثقافـة، ثمـة أن ـاس مسـتعدون للحـوار. ب ـذات نب ـرة رافائي ـل ليوجييـه، يشـدد صاحـب كتـاب “سياسـة للحضـارة” علـى أن الاعتـراف بالآخـر مقدمـة ضروريـة لأي حـوار، فـ حـوار بـن السـيد والعبـد. الحـوار يسـتلزم المسـاواة وهـو أمـر ا مـن غـزو أميركا، ً جديـد فـي الثقافـة الأوروبيـة التـي اعتـادت الهيمنـة والاسـتغلال بـدء

Made with FlippingBook Online newsletter