قراءة في كتاب - حرب الحضارات لن تقع
279 |
وتجـارة الرقي ـق. لق ـد م ـارس الغ ـرب أقس ـى وأطـول سياسـات الهيمن ـة عب ـر التاري ـخ. .)21(” يسـتعير مـوران قولـة مونتانـي: “إننـا نسـمي الحضـارات الأخـرى برابـرة ـا رسـالة مماثلـة ً إن خلاصـات “حـرب الحضـارات لـن تقـع” لا يمكـن إلا أن تسـتدعي أيض ظـل يوجههـا المفكـر الفرنسـي البلغـاري، تزفيتـان تـودوروف، الـذي رصـد فـي كتابـه “الخـوف مـن البرابـرة” كيـف أن الخـوف يسـقط الغـرب فـي مقاربـة بعيـدة عن التسـامح تجـاه أقليـات واسـعة، فقـط لأنهـا تعطـي للديـن مكانـة أوسـع فـي حياتهـا الاجتماعيـة مقارنـة مـع المجتمعـات الغربيـة التـي تجـد صعوبـة فـي تفهـم هـذه الخصوصيـة. يقــوم تــودوروف بمماثلــة منهجيــة تاريخيــة حــن يربــط بــن وصــف دوائــر غربيــة للحضـارة الإسـ مية بأنهـا “بربريـة” وبـن مفهـوم البرابـرة فـي عهـد اليونـان والـذي كان يشـمل كل مـن لا يتحـدث اللغـة اليونانيـة، ليخلـص إلـى أن المركزيـة الغربيـة تـرى أن كل مـن يخـرج عـن القيـم الغربيـة يدخـل دائـرة “البرابـرة”. والحـال أن البربريـة الحقيقيـة تتحقـق حـن تعتقـد مجموعـة بشـرية مـا -فـي إشـارة إلـى الغـرب- بأنهـا تجسـد التمـدن ك الانغــ ق علــى َ ــر َ والإنســانية وترفــض الاعتــراف بتجربــة الآخــر، فتســقط فــي ش ذاتهـا، وذل ـك مؤشـر رئيسـي عل ـى حال ـة “البربري ـة”. وخي ـر تجسـيد لهـذه الأصـوات، الصحفيـة الإيطاليـة، أوريانـا فالاتشـي، فـي كتابهـا “غضـب وكبـراء”؛ إذ تـرى أن “مجرد الحديـث عـن ثقافتـن يزعجنـي. أمـا وضعهمـا علـى نفـس المسـتوى فيثيـر حنقـي”. كمـا يتوق ـف عن ـد نمـوذج الكات ـب إيل ـي برناف ـي ف ـي كتاب ـه “الأدي ـان القاتل ـة” ال ـذي جـاء .)22(” فيـه: “هنـاك الحضـارة وهنـاك البربريـة، وبينهمـا لا وجـود لنقطـة حـوار المصيـر الإنسـاني أبعـد مـن انتمـاء َّ ينتمـي رافائيـل ليوجييـه إلـى عائلـة فكريـة تحمـل هـم شـوفيني ضي ـق أو حسـابات مصلحي ـة قومي ـة. ينصـت إل ـى دروس التاري ـخ وتعقي ـدات العالـم وتعدديـة حقيقـة تاريخيـة موزعـة بـن الثقافـات والتجـارب الحضاريـة المختلفـة.
Made with FlippingBook Online newsletter