العدد الرابع من مجلة لباب

| 286

التـي تتهـدد وحـدة البلـد الترابيـة وسـيادته وبقـاء نظامـه السياسـي. وتعمـد الـدول إلـى أن تكـون جيوشـها قويـة حتـى تـردع الـدول الأخـرى عـن مهاجمتهـا أو كـي تنتصـر فـي الحـرب إذا فشـل الـردع. لذلـك، توجـد فـي حسـابات الـدول علاقـة طرديـة بـن زيـادة أمنهـا وزيـادة قـوة جيوشـها: كلمـا كانـت الجيـوش قويـة ارتدعـت الـدول المعاديـة عـن مهاجمـة الدولـة. هـذا فـي المطلـق، أمـا مـن الناحيـة العمليـة فـإن سـعي كل دولـة إلـى رفـع قـوة جيوشـها يجعـل جي ـوش ال ـدول الأخـرى أضعـف لأنهـا أقـل قـوة، فتعمـل ا ً علـى تعديـل هـذا الخلـل فـي ميـزان القـوة، وترجيـح كفتـه لصالحهـا، فيحـدث مجـدد خلـل فـي موازيـن القـوى يدفـع الـدول الأضعـف إلـى تعديلـه. هكـذا دواليـك، تتنافس الـدول فـي سـباق لجعـل جيوشـها الأقـوى، دون أن تكـون ضامنـة لأنهـا سـتظل متفوقـة علـى غيرهـا. ـردة لقـوة الجيـوش سياسـة جيـدة لحـل مشـكلة التهديـدات الخارجيـة، َّ تبـدو الزيـادة المط لكـن قـد تتحـول إل ـى مشـكلة إذا حفـزت هـذه القـوة الجي ـوش عل ـى اسـتعمالها فـي الشـأن الداخلـي للبلـد لانتـزاع السـلطة السياسـية أو التحكـم فيهـا. هـذا مـا حـدث فـي مشــكلة: مــن يحــرس الحــراس؟ وهــي معضلــة َ ح َ ــر َ دول إســ مية وغيــر إســ مية وط عامــة، نجــد حــالات لهــا فــي مختلــف القــارات والــدول، مهمــا تباينــت ثقافتهــا واقتصاداتهــا. ـا ً يمكـن صياغـة هـذه المعضلـة فـي هـذا السـؤال: كيـف يمكـن أن تبنـي الـدول جيوش قوي ـة لحماي ـة أمنه ـا م ـن التهدي ـدات الخارجي ـة لك ـن تك ـون خاضع ـة للس ـلطة المدني ـة المنتخب ـة ف ـي الداخـل: كي ـف يمكـن الجمـع ب ـن الق ـوة والخضـوع؟ ـت النقاشـات فـي المؤتمـر علـى هـذه المعضلـة فـي العالـم الإسـ مي فتطرقـت إلـى َّ انصب اسـتيلاء الجيـوش علـى السـلطة فـي دول كثيـرة مـن العالـم الإسـ مي، واسـتراتيجياتها

Made with FlippingBook Online newsletter