291 |
سؤال الديمقراطية - فحص العلاقات المدنية-العسكرية في المجتمعات الإسلامية
ـة علـى هيمنـة المشـاغل الأمنيـة علـى بقيـة المشـاغل وهـي “لا صـوت يعلـو َّ جملـة دال فـوق صـوت المعركـة”. اسـتعمل جمـال عب ـد الناصـر الحـرب مـع إسـرائيل لإسـكات دة بخنـق الحريـات وإقصـاء المعارضـة، وتبريـر هيمنـة الجيـش علـى بقيـة ِّ الأصـوات المنـد السـلطات. كذل ـك، اسـتعمل الرئي ـس السـوري السـابق، حاف ـظ الأسـد، الحـرب مـع إس ـرائيل لنف ـس الغ ـرض. واس ـتعمل الجي ـش الباكس ـتاني الحـرب م ـع الهن ـد لإحـكام قبضتـه علـى مفاصـل السـلطة السياسـية. ق ـد لا تكـون المخاطـر حقيقي ـة ب ـل متوهم ـة أو مصطنع ـة حت ـى تب ـرر الجي ـوش تدخله ـا فـي الشـأن السياسـي الداخلـي والإشـراف أو الرقابـة علـى العلاقـات الخارجيـة للبـ د. جم ـع ب ـن اس ـتعمال التهديدي ـن، الحقيق ـي والمصطن ـع. التهدي ـد ً الجي ـش الترك ـي مث ـ ً الحقيقـي هـو تمـرد حـزب العمـال الكـردي، أمـا التهديـد المصطنـع فأخذ شـكلي: شـك ا ً ، وهـو اسـتغلال الجيـش التركـي لمخـاوف الأتـراك مـن تعـرض بلادهـم مجـدد ً متخيـ للتقسـيم ب ـن ق ـوى خارجي ـة تترب ـص به ـم. هـذه التجرب ـة المؤلم ـة بات ـت ف ـي الأدبي ـات السياسـية عـن تركيـا تسـمى “أعـراضسـيفر”، وهـي تذكيـر بمعاهـدة سـيفر التـي أرغمـت تركيـا علـى التخلـي عـن جميـع المناطـق التابعـة لهـا التـي لا تتحـدث اللغـة التركيـة، وقـد ـا المعاهـدة الت ـي قضـت عل ـى السـلطنة العثماني ـة. وظل ـت ّ ً كان ـت “معاهـدة سـيفر” فعلي ذكــرى هــذه الاتفاقيــة فــي أذهــان الأتــراك موجعــة، ويخشــون مــن تكرارهــا، وقــد اس ـتعملها الجي ـش الترك ـي عق ـب الاس ـتقلال لإقن ـاع الأت ـراك بأنه ـم يتعرضـون لخط ـر مسـتمر وداهـم قـد يمـزق بلدهـم، وأن أمنهـم وأمـن بلدهـم يقتضيـان تدخـل الجيـش فـي الشـؤون السياسـية، الداخليـة والخارجيـة، ليحميهـم مـن تلـك المخاطـر. المخاطــر الأمنيــة الحقيقيــة والمفتعلــة أو المصطنعــة لا تــؤدي بالضــرورة إلــى الحكــم العس ـكري بنوعي ـه المباشـر أو غي ـر المباشـر، أي م ـن خـ ل واجه ـة مدني ـة، كم ـا يب ـرز
Made with FlippingBook Online newsletter