العدد الرابع من مجلة لباب

33 |

الجيوبوليتيك الشيعي والمخيلة الجيوستراتيجية الإيرانية

وعل ـى مسـتوى الجيوبوليتي ـك الشـيعي، عمل ـت الاسـتراتيجية الإيراني ـة عل ـى اسـتخدام ـا، وذلـك ً ا وتطبيق ً الكثيـر مـن نقـاط قوتهـا فـي سـبيل ترسـيخ هـذا الجيوبوليتيـك فكـر بالاعتمـاد علـى مجموعـة مـن ركائـز القـوة الجيوبوليتيكيـة الإيرانيـة، كالموقـع الجغرافـي والنظـام السياسـي، والق ـدرة الاقتصادي ـة والعسـكرية، والق ـوة السـكانية، إلا أن جمي ـع ـن إي ـران م ـن تجـاوز تحدي ـات أخـرى هـي خـارج إطـار الق ـدرة ِّ هـذه الركائ ـز ل ـم تمك الإيرانيـة علـى التعاطـي معهـا، ومـن أبـرز هـذه التحديـات: : تحدي الصراع في الجغرافيا الإسلامية ً أولا ل الجغرافيـا الإسـ مية الميـدان الرئيـس للجيوبوليتيـك الشـيعي؛ إذ شـهدت هـذه ِّ تشـك الجغرافيــا حالــة مــن الانغمــاس الدولــي الــذي أنتــج بــدوره العديــد مــن الأزمــات ا أزمـات ً والإشـكالات الاسـتراتيجية التـي تعانـي منهـا دول العالـم الإسـ مي، وتحديـد الهويــة والانتمــاء والصراعــات العرقيــة والطائفيــة، وهــو مــا أدى بــدوره إلــى إنتــاج أزمـات علـى مسـتوى العلاقـات البينيـة بـن الـدول الإسـ مية؛ إذ تنظـر القـوى الدوليـة ا الولايــات المتحــدة الأميركيــة إلــى الجغرافيــا الإســ مية باعتبارهــا جغرافيــة ً وتحديــد صـراع واحتـواء، وهـو مـا أشـار إليـه المفكـر الاسـتراتيجي الأميركـي، صامويـل هنتنغتون بعن ـوان “صـدام الحضـارات”، 1993 )، ف ـي كتاب ـه الصـادر عـام Samuel Huntington( ـل فـي نظـره إحـدى حضـارات ِّ والـذي تحـدث فيـه عـن الحضـارة الإسـ مية التـي تمث المواجهـة؛ لأنهـا تحتـوي فـي داخلهـا علـى مجموعـة مـن القيـم والأفـكار التـي ترفـض الهيمنـة الأميركيـة، ومـن ثـم ينبغـي علـى الحضـارة الغربيـة الممثلـة بالولايـات المتحـدة الأميركيــة الاســتعداد لمواجهــة العــدو القــادم بعــد الاتحــاد الســوفيتي وهــي الحضــارة الإسـ مية، وهـو مـا أفـرز بـدوره عقب ـة أمـام حركـة الجيوبوليتي ـك الشـيعي.

Made with FlippingBook Online newsletter