| 34
كمـا أسـهمت حالـة الصـراع الطائفـي والمذهبـي فـي الجغرافيـا الإسـ مية فـي إنتـاج مـا يسـمى بـ”الجيوفوبيـا الشـيعية الصاعـدة”، والراميـة إلـى ابتـ ع الجغرافيـا الإسـ مية عبـر سـعي إيرانـي جـاد لـ”أيرنـة” العالـم الإسـ مي، وهـو مـا تؤكـده أيديولوجيـا الثـورة فـي إيـران، وعبـر مجموعـة مـن الآليـات الاسـتراتيجية منهـا فكـرة تصديـر الثـورة والدفـاع عـن المسـتضعفي، كمـا تبلـورت الارتـدادات الجيوبوليتيكيـة للصراعـات الدوليـة علـى الجيوبوليتيـك الشـيعي عبـر أطروحـة “الهـ ل الشـيعي” الـذي وضـع الجغرافيا الإسـ مية، ا السـنية، أمـام تحـدي وجـود تقـوده إيـران؛ الأمـر الـذي أدى إلـى ردات فعـل ً وتحديـد عكسـية قادهـا العديـد مـن الـدول الإسـ مية، ومنهـا السـعودية اليـوم، للوقـوف بوجـه لـه الاسـتراتيجية الإيرانيـة الشـاملة. ِّ هـذا التحـدي الوجـودي الـذي تمث وم ـن ث ـم، ف ـإن خاصي ـة الصـراع الت ـي ش ـهدتها الجغرافي ـا الإس ـ مية من ـذ الاحت ـ ل ، وهـو نفـس التاريـخ الـذي شـهد البدايـة العمليـة لتطبيـق 2003 الأميركـي للعـراق عـام طروحـات الجيوبوليتيـك الشـيعي، أنتـج الكثيـر مـن العقبـات الاسـتراتيجية أمـام إيـران، وم ـن أهمه ـا ب ـروز سياسـات المحـاور والتحالف ـات ذات الأبع ـاد الدولي ـة؛ الأم ـر ال ـذي ـد الكثيـر مـن الطموحـات الجيوسـتراتيجية الإيرانيـة فـي ربـط الخطـوط الجغرافيـة بمـا َّ حي تحتوي ـه مـن حـدود وبحـار بدول ـة القل ـب المذهبي-إي ـران. وعل ـى الرغـم مـن الإعـ ن الرسمـي الإيرانـي بـأن إيـران اليـوم تسـيطر علـى العديـد مـن الـدول العربيـة، وتوجـد فـي البحـر الأحمـر والبحـر الأبيـض المتوسـط حتـى المحيـط الأطلسـي، إلا أنهـا فـي النهايـة محاولـة هـروب إلـى الأمـام لتجـاوز العقبـات الجغرافيـة التـي تقـف بوجـه الجيوبوليتيـك ا عبـر الانتشـار الأميركـي فـي مجمـل الجغرافيـا الإسـ مية مـن ً الشـيعي اليـوم، وتحديـد جه ـة، والانغم ـاس الروس ـي والصين ـي والأوروب ـي ف ـي ش ـؤون العال ـم الإس ـ مي م ـن جهـة ثانيـة، والـدور السياسـي السـعودي والتركـي مـن جهـة ثالثـة.
Made with FlippingBook Online newsletter