إشكالية العلاقة بين التحديث والاستقرار السياسي
51 |
. الإجراءات المنهجية والإطار النظري للدراسة 1 أ- مشكلة الدراسة وتساؤلاتها
ــا ممــا ســبق، تحــاول الدراســة الإجابــة علــى التســاؤل المتعلــق بتفســير علاقــة ً انطلاق التناقـض بـن التحديـث الاجتماعـي والاسـتقرار السياسـي فـي الجزائـر، فلمـاذا شـهدت ـا لنظـام بوتفليقـة رغـم عمليـة التحديـث الاجتماعـي ً ا رافض ً ا كبيـر ّ ً ا شـعبي ً الجزائـر حـراك الكبي ـر الت ـي تشـهدها الب ـ د؟ وهـل يمكـن أن يكـون التحدي ـث الاجتماعـي ق ـد أدى مـن أن يسـهم فـي ديمومت ـه؟ ً إل ـى تقوي ـض اسـتمرارية النظـام السياسـي ب ـد ب- فرضية الدراسة ـا فـي تعزيـز الاسـتقرار ً تنطلـق الدراسـة مـن فرضيـة مؤداهـا: أن التحديـث لا يسـهم دائم السياســي واســتدامته؛ ففــي حــال اقتصــر التحديــث علــى الجانــب الاجتماعــي يحـول دون اسـتقرار ٍ ل إل ـى عائ ـق َّ والاقتصـادي دون السياسـي فـإن احتمالي ـة أن يتحـو ا فـي حـال فقـدان النظـام السياسـي للشـرعية التـي يعتمدهـا، ّ ً البـ د تكـون مرتفعـة جـد كالشـرعية القائمـة علـى تلبيـة المطالـب الاجتماعيـة، ومحاربـة العـدو الخارجـي أو علـى ـا ّ ً ـا اجتماعي ً ـا عل ـى الجزائ ـر الت ـي تش ـهد تحديث ّ ً الش ـرعية الديني ـة. ه ـذا م ـا ينطب ـق حالي ــا ّ ً ل تحدي َّ ــا يفــوق بكثيــر التطــور السياســي والمؤسســاتي، الأمــر الــذي شــك ّ ً واقتصادي ا لـه كمـا كان يفتـرض نظـام بوتفليقـة، ً معـزز ً ـا لاسـتقرار البـ د، وليـس عامـ ّ ً جوهري ، والذي 2019 فبراير/شـباط 22 لذلـك فالحـراك الاجتماعـي الـذي تشـهده البـ د، منـذ أدى إلـى غايـة اللحظـة إلـى تنحـي بوتفليقـة عـن الحكـم وعـدد كبيـر مـن رمـوز النظـام، كان نتيجـة لهـذه المفارقـة ب ـن التحدي ـث الاجتماعـي والاسـتقرار السياسـي.
Made with FlippingBook Online newsletter