العدد الرابع من مجلة لباب

| 62

ج- شـخصية الرئيـس عبـد العزيـز بوتفليقـة: كانـت تحظـى آنـذاك باحتـرام كبيـر مـن قب ـل شـريحة واسـعة م ـن قب ـل الجزائري ـن، وحت ـى المعارضـن للأوضـاع القائم ـة ف ـي ا، ومــرد ذلــك يكمــن فــي المســار السياســي ّ ً الجزائــر كانــوا يتجنبــون نقــده شــخصي لبوتفليقـة والدعايـة الإعلاميـة التـي كانـت سـائدة آنـذاك؛ فهـو أسـهم فـي ثـورة التحرير الجزائري ـة، وكان م ـن المقرب ـن للرئي ـس الراح ـل، ه ـواري بومدي ـن، المع ـروف بش ـعبيته ـد منصـب وزي ـر الخارجي ـة ف ـي كل حكومات ـه المتعاقب ـة، وآن ـذاك َّ الكبي ـرة، حي ـث تقل .)15( كان ـت الدبلوماسـية الجزائري ـة ف ـي أوج عطائهـا عل ـى المسـتويي العرب ـي والعالمـي أم ـا العام ـل الثان ـي، فه ـو ناب ـع م ـن ق ـدرة بوتفليق ـة عل ـى إخـراج الب ـ د م ـن العن ـف الدام ـي ف ـي الفت ـرة المعروف ـة بالعش ـرية الس ـوداء. وف ـي الحقيق ـة، أصب ـح ه ـذا العام ـل الأســاس الــذي اعتمــد عليــه نظــام بوتفليقــة وأنصــاره لكســب نــوع مــن الشــرعية، ولتبري ـر الفسـاد السياسـي والمال ـي المنتشـر ف ـي الب ـ د بشـكل رهي ـب. د- إعــ ن جملــة مــن الإصلاحــات السياســية: مــع الســرعة الكبيــرة لانتشــار ا للقيـام بجملـة ّ ً الاحتجاجـات فـي عـدة ولايـات، وجـد النظـام السياسـي نفسـه مضطـر مـن الإصلاحـات السياسـية إلـى جانـب البرامـج الاجتماعيـة التـي أطلقهـا، المذكـورة ـا برف ـع حال ـة الط ـوارئ الت ـي ّ ً ، صـدر الأم ـر رسمي 2011 فبراير/ش ـباط 23 ا؛ فف ـي ً س ـلف ، لأن جماعـات المعارضـة ومؤسسـات المجتمـع 1992 كانـت سـارية المفعـول منـذ عـام ـا مـا انتقـدت حالـة الطـوارئ المفروضـة، باعتبارهـا آليـة يسـتعملها النظـام ً المدنـي غالب ). وفــي ســياق احتجاجــات 16( السياســي لتبريــر قمعــه أو تقييــده للحريــات المدنيــة ، جعلــت المعارضــة السياســية مــن مطلــب رفــع حالــة الطــوارئ أحــد المداخــل 2011 الأساسـية لمحاولـة حشـد وكسـب تأييـد المحتجـن فـي نقدهـا للنظـام. وهـذا قـد يكـون أحـد الأسـباب الت ـي دفع ـت النظ ـام السياسـي لإق ـرار رف ـع حال ـة الط ـوارئ.

Made with FlippingBook Online newsletter