إشكالية العلاقة بين التحديث والاستقرار السياسي
73 |
هـي بمنزلـة مؤشـر علـى عـدم قـدرة النظـام السياسـي الجزائـري علـى تغييـر أجيالـه؛ إذ ـا مـا أسـفر ذلـك عـن اضطرابـات سياسـية كبيـرة فـي البـ د؛ فمنـذ الاسـتقلال لـم ً غالب م أي رئيـس جمهوريـة السـلطة لآخـر بطريقـة سلسـة وسـلمية، إلا فـي مـرة واحـدة، ِّ يسـل وكان ذل ـك حـن انتقل ـت الس ـلطة م ـن الرئي ـس، اليم ـن زروال، إل ـى الرئي ـس، عب ـد م اسـتقالته َّ العزيـز بوتفليقـة. وفـي الحقيقـة، حتـى تلـك المـرة كان اليمـن زروال قـد قـد ـر عـن ِّ إلـى كـون هـذا المؤشـر، الـذي يعب ً تحـت ضغوطـات قبـل نهايـة عهدتـه. إضافـة ـا، أحـد العوامـل الأساسـية ً ضعـف قـدرة النظـام عل ـى التكي ـف، يمكـن اعتب ـاره أيض .)41( التـي أسـهمت فـي تقويـض ثقـة المواطنـن الشـباب بمؤسسـات الدولـة الملاحـظ مـن خـ ل هـذه النقـاط السـت هـو أن ثنائيـة الفسـاد وسـوء التسـيير كانـت ـا الداف ـع الأساس ـي ً ض الأساس ـي لش ـرعية مؤسس ـات الدول ـة السياس ـية ب ـل أيض ِّ المق ـو ٍ لانطـ ق الحـراك الشـعبي المطال ـب بتغيي ـر تل ـك المؤسسـات الت ـي تحول ـت م ـن إطـار ة الفس ـاد. َ ن َ ع ْ ـر َ ضام ـن لمحاسـبة ومس ـاءلة المس ـؤولي إل ـى أداة للممارسـة وش ّ ٍ شـرعي ا عل ـى إضف ـاء ن ـوع م ـن الشـرعية عل ـى ً ف ـي وق ـت سـابق كان النظ ـام السياسـي ق ـادر سياسـاته واسـتمراره رغـم ثنائيـة الفسـاد وسـوء التسـيير التـي يتميـز بهـا؛ وذلـك بسـبب عــرف ُ اتكائــه علــى شــرعية اســترجاع الســلم والاســتقرار للبــ د بعــد أحــداث مــا ي ـا بمنزلـة فزاعـة يسـتعملها النظـام كلمـا شـعر بـأن ً بالعشـرية السـوداء، والتـي كانـت أيض ـع ِّ ل َ ط َ ت ُ ـل الشـعب الممتعـض مـن الفسـاد وسـوء التسـيير، والم َ ب ِ ا مـن ق ً د َّ بقـاءه بـات مهـد لدولــة المحاســبة والمســاءلة. لكــن، بســبب عــدم قــدرة النظــام علــى تجديــد شــرعيته وتكييفهـا مـع واقـع المجتمـع المتغيـر لـم تعـد تلـك الشـرعية تفـي بالغـرض أمـام مجتمـع ا؛ إذ ظهـرت أجي ـال جدي ـدة ل ـم تعاي ـش أحـداث ّ ً يتغي ـر ويتطـور بشـكل متسـارع جـد مـا يسـمى بالعشـرية السـوداء بسـبب أعمارهـم مـن جهـة، ووعيهـا النـاتج عـن تعلمهـا
Made with FlippingBook Online newsletter