التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

ألف شخص من المغرب العربي كل سنة لوصول 45 حیث یحاول حوالي الشــرعیة، إلى أوروبا بطریقة غیر مشروعة بالمخاطرة الكبیرة على حیاتهم. وبحلول منتصف الثمانینات، لم تعد سیاسة جمع شمل الأسرة الوسیلة الوحیدة لعبور حدود أوروبا المتوســطیة؛ فهناك اســتخدام الهجرة الإنسانیة المتمثلة في طلب اللجوء الإنســاني (الوضع السیاســي ل یُحتمل في بلاد طالب اللجوء) الذي أصبح السبیل الأولى للحفاظ على الهجرة من جنوب إلى شمال المتوسط. وبالتالي، أصبحت إیطالیا وإسبانیا بابين جدیدين للهجرة إلى أوروبا، لیس فقط بسبب الحاجة إلى العمل في هذین البلدین، لكن أیضًا بسبب القرب الجغرافي والطبیعة التي تســهّل مرور المهاجرین، وهذا ما جعــل الدولتین تخضعان لضغوط من الدول الأوروبیة المجاورة لضمان رقابة صارمة على حدودهما. وفي سنوات التسعینات، فإن مظاهر الأزمة التي عانت منها مختلف دول جنوب حوض المتوسط أدت إلى تسارع وتیرة الهجرة، فالدافع كان اقتصادیّا (بحثًا عن العمل) 300 ثم أصبح سیاســیّا بســبب تدهور الوضع الأمني، فمن الجزائر فقط هاجر حوالي ألف شــخص من فئة الجامعیین، والصحفییــن، والمحامین، والأطباء، والفنانین. كما عرفت غالبیة دول جنوب أوروبا، وخاصة إسبانیا وإیطالیا وفرنسا، والتي كانت مُصدّرة للهجــرة فــي وقت ما، قدومَ مهاجرین مــن دول المغرب العربي، وهم یمثلون أهمیة اقتصادیــة بالغــة؛ إذ یتوزعون على قطاعات العمل الصعبة مــن قطاع البناء والزراعة . ((( والخدمات التي یرفضها العمال الوطنیون ویتقاضون عنها أجورًا منخفضة ومــن الناحیــة الدیمغرافیة، فإن هناك تكامً بین الضفتیــن بالنظر إلى النفجار الدیمغرافي الذي تعرفه دول شــرق وجنوب المتوســط، مما یؤكد حاجة أوروبا إلى مهاجرین جدد من المنطقة. واقع الهجرة غیر الشرعیة في المتوسط الغربي شهدت أواخر التسعینات من القرن الماضي تصاعد الهجرة حول حوض البحر الأبیض المتوســط، وكأنه رد على إغلاق الحدود الجنوبیة لأوروبا، كما نمت الهجرة غیر الشرعیة بشكل مقلق. علاوة على ذلك، وبالإضافة للهجرة غیر الشرعیة الكلاسیكیة للشباب المغاربي إلى جنوب أوروبا، برز للوجود نموذج ثان من الهجرة، یتألف من الشباب الأفارقة. (1) Poulain, Les flux migratoires dans le bassin méditerranéen, 986.

101

Made with FlippingBook Online newsletter