التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

على الرغم من أن بلدان الضفة الجنوبیة لحوض المتوسط، وبالأخص المغرب العربــي، ظلــت لمدة طویلة أرضًا تتمیز بالهجــرة المتواصلة، على وتیرة ثابتة، خلال الســنوات القلیلة الماضیة، إل أن هویة الهجرة المغاربیة تغیرت وتوسعت إلى إفریقیا الجنوبیــة وأصبحت للــدول المغاربیة وظیفة أخرى هي العبور. كما أن حجم الهجرة من الضفة الجنوبیة الى الضفة الشمالیة ل یزال یمیل نحو الزیادة. عند محاولتنا دراسة الهجرة غیر الشرعیة في حوض المتوسط، أدركنا عدم وجود بیانات موثوقة، وغیابها تمامًا في بعض الحالت، وهذا ما یشــكّل العقبة الرئیســیة في دراسة الهجرة غیر الشرعیة. من الصعب إجراء تقییم دقیق لتدفقات الهجرة غیر الشرعیة في البیانات الكمیة: البحر الأبیض المتوسط، وذلك بسبب الطابع غیر الرسمي لهذه الظاهرة. بالإضافة إلى المهاجرین غیر " ذلــك، هذا النوع من التنقل یشــمل فئات مختلفة مــن الأفراد، مثل: ، والمهاجرین الذین یبقون في البلد المضیف إلى ما بعد الفترة التي أذنت " الشرعیین . " طالبي اللجوء " بها تأشیراتهم، و وبالتالــي، یعتبــر غیر قانوني دخول المهاجرین إلى بــ د دون تقدیم إقرار إلى السلطات. هذا التعریف ل یشمل أولئك الذین یبقون في البلاد بعد انتهاء تأشیراتهم، وكذلك فشل طالبي اللجوء في الحصول على ذلك، ولكن لم یتم تحویلهم إلى دولهم. ول یزال من غیر الواضح أیضًا وضع المهاجرین بتأشیرة والذین یعملون بدون تصریح عمل. وبالتالي، فمن الصعب الوصول إلى تقدیر دقیق لعدد المهاجرین غیر الشرعیین. إن صعوبة إجراء مقابلات مع المهاجرین غیر الشــرعیین تتعلق البیانات الكیفیة: أولً بوضعهم غیر القانوني ثم بسریة وجودهم. بالرغم من ندرة وعدم موثوقیة الإحصاءات، نحاول تشخیص ظاهرة الهجرة غیر الشــرعیة في منطقة البحر الأبیض المتوســط التي تُمیز إلى حدّ كبیر وبشــكل مستمر الــدولَ التي تعرف مشــاكل اجتماعیــة واقتصادیة في المنطقة (تشــیر الأرقام إلى أن هناك نحو نصف ملیون مهاجر غیر شــرعي یدخل أوروبا ســنویّا، أغلبهم من المغرب ، من خلال النقاط التالیة: ((( العربي) (1) Laurent Beurdeley et Renaud De la Brosse, L’Union Européenne et ses espaces de proximité, (Bruxelles, Bruyant, 2007), 75.

102

Made with FlippingBook Online newsletter