المتوسط، ففي إفریقیا مث ً، البطالة هي من أعلى معدلت البطالة في العالم، مع أنها غیر موزعة بالتســاوي بین البلدان بحســب نوع الجنس والفئات العمریة، كما رأیناه سابقًا. وفقًا للاعتقاد السائد، الدافع الرئیسي للهجرة غیر الشرعیة في منطقة البحر الأبیض المتوســط یكون حصریّا الســعي للحصول على العمل. مع ذلك، فإن النتائج الأخیرة للعمل المیداني الذي أُجري في المنطقة تسمح بالتدرج في هذا الفتراض. في دراسة حدیثة في المغرب العربي، اعترف الشــباب الذین شــملتهم الدراسة الستقصائیة بأن الرغبة غیر المتحكّم فیها في اكتشاف آفاق " دوافع الهجرة غیر الشرعیة غامضة، مثل: . كما أن وجود عدد كبیر من المهاجرین غیر ((( " طریقة جدیدة للمعیشة " ، أو " جدیدة الشرعیین القادمین من بلدان غنیة ومستقرة سیاسیّا، مثل: غامبیا والغابون والكامیرون، یكون أیضًا ضد فرضیة البحث عن وظیفة بسیطة. تظهر نفس الملاحظة تقریبًا من خلال مقابلة الشــباب التونســیین الذین هاجروا بطریقة غیر شرعیة إلى إیطالیا أو فرنسا، على الرغم من انتمائهم إلى طبقات جتماعیة معینة، وعلى الرغم من مســتوى تعلیمهم الجامعي. وهكذا نرى المزید من الشــباب المتحصلین على البكالوریا من بین المهاجرین غیر الشرعیین. عامًا 45 و 15 وبالتالي، تغیرت طبیعة التركیبة البشریة للمهاجرین من رجال ما بین لديهم مهارة ضئیلة یستقرون بشكل رئیسي في مدن بلدان الضفة الشمالیة المستقبلة، من أجل العمل كأیاد عاملة في المناطق الســیاحة ومناطق الزراعة الكثیفة، ثم تمیزت الهجرة غیر الشرعیة أساسًا بانتقال الزوجات والأطفال للانضمام إلى قادة الأسر الذین یعیشون في البلد المضیف، أي تركیبة بشریة معظمها غیر نشط لكنها تتمتع بنظام ضمان . ((( اجتماعي بفوائد جمة، إلى انتقال وهجرة الشباب الجامعیین والإطارات عادة ما یحافظ المهاجرون على روابط مهمة مع بلدانهم الأصلیة، هذه الأخیرة مصــدر التدفقات القتصادیة (التحویلات المالیة للمهاجرین هي واحدة من الإیرادات الأولى لدول الضفة الجنوبیة والشــرقیة لبحر المتوســط)، والثقافیة (المهارة والتعاون (1) Philippe Fargues et Hervé Le Bras, “ Les politiques migratoires en Méditerranée Occidentale: contexte, contenu, perspectives”, https://bit.ly/2yJZQI5 (2) AMBROSINI Maurizio, “ Migrants dans l’ombre. Causes, dynamiques, politiques de l’immigration irrégulière ”, Revue Européenne des Migrations Internationales, vol. 26, n° 2, (2010): 7, https://bit.ly/3c58jE2
108
Made with FlippingBook Online newsletter