التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

أمن إقلیمي أورومتوسطي وإطار عام للعلاقات بین التحاد الأوروبي والدول الواقعة في جنوب وشرق منطقة المتوسط. جاء مشــروع الشــراكة الأورومتوسطیة كاســتراتیجیة أوروبیة جدیدة بُنیت على أساس التصور الشامل للأمن من خلال الأطر الثلاث (شراكة سیاسیة، وأمنیة، وشراكة اقتصادیة ومالیة، وشراكة ثقافیة، واجتماعیة وإنسانیة) الموجهة أساسًا لحتواء تهدیدات إقامة " الجنوب. فهو یعبّر عن سعي أوروبا لبناء نظام أمن إقلیمي عبر مراحل، أولها: ، مستقاة من تجربة هلسنكي حول الأمن الأوروبي، بهدف " ترتیبات لشراكة أمنیة جهویة تحســین الأمن في المنطقة وضمان الســتقرار الجیوسیاسي، المرحلة الثانیة: هي بناء أوروبیة المرجعیة أحادیة التجاه، بمعنى أنها تستجیب " منظومة أمنیة جهویة متوسطیة " بالدرجة الأولى للمتطلبات الأمنیة الأوروبیة التي تســتدعي (بســبب العتماد الأمني المتبادل) شــراكة مع الشركاء المتوسطیین، لتحقیق مصالح مشتركة عن طریق تأسیس وبنــاء منظومات دولیة، لكن هناك عدم تكافؤ في مؤسســات الأمن بین بلدان ضفتي المتوســط بســبب التطور في الشمال والفراغ المؤسساتي في الجنوب. كما أن منطقة المتوسط تفتقر لمعاییر مشتركة وفهم جماعي للتحدیات الأمنیة، فالختلاف في ثقافة الأمن الســائدة في ضفتیه، جعل الجتماعات ل تؤدي إلى التفاق على اســتراتیجیة مشتركة بسبب وجهات النظر المتباعدة. إن علاقات الشــراكة الأورومتوسطیة وسیلة لتدعیم التعاون لصالح الطرفین، إل أنها، في شكلها الحالي، تعبّر، بدرجة أكثر، عن نوع من هیمنة الدول الأوروبیة وتبعیة دول جنوب المتوسط، كون طبیعة العلاقات بین الدول المتوسطیة، خاصة القتصادیة منها، ذات طبیعة غیر عادلة وغیر متكافئة ولصالح الدول الأوروبیة على حساب الدول المتوسطیة الجنوبیة؛ حیث إن هذه العلاقات تشكّل نوعًا من المتداد للعلاقات ذات الطابع الستعماري؛ مما جعل منها مانعًا لإحداث التطور والتنمیة في جنوب المتوسط، وعرقل محاولت التكامل الأفقي بین الدول الجنوبیة فیما بینها والدلیل الجمود الذي یعرفه مشــروع اتحاد المغرب العربي، فسیاسة إبرام التفاقیات بین التحاد الأوروبي وبعض الدول المغاربیة بشكل انفرادي، أثّرت سلبًا وجعلت هذه البلدان تتنافس فیما بینها بدل أن تتكامل. تفتقر الدول العربیة إلى رؤیة أمنیة موحدة في المتوسط؛ إذ إن هناك غیاب تصور مشــترك لدى دول جنوب المتوســط لما یشــكل تهدیدًا لأمن شعوبها وقیمها، ویبقى

123

Made with FlippingBook Online newsletter