التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

تمثــل العلاقات الجزائریة-المغربیة العقبة الرئیســیة لتحقیــق التكامل الإقلیمي الفعال. على سبیل المثال، سمحت العلاقات الجیدة بین الرئیس، الشاذلي بن جدید، ، كما قُرّر في 1989 والملــك، الحســن الثاني، بانطلاق اتحاد المغرب العربي، ســنة تلك الفترة إنجاز أنابیب غاز بین المغرب العربي وأوروبا تمر عبر الأراضي المغربیة للوصول إلى إســبانیا، مما ســمح بإنشاء نواة للتعاون في مجال الطاقة بین الجارتین. ؛ حیث اتهم 1994 لكن سرعان ما توقف تطور العلاقات بسبب هجمات مراكش، سنة المغرب جارته الجزائر وفرض تأشیرات دخول على الجزائریین؛ وهذ ما كان وراء قرار الجزائر بغلق الحدود. منذ ذلك الحین، جُمّد اتحاد المغرب العربي الذي لم یشــهد اجتماعًا لرؤســاء الدول، لكن هناك اجتماعات وزاریة دوریة بســبب اهتمام دول المنطقة بضمان أمنها الداخلي، وذلك من أجل ضمان استدامة الأنظمة السیاسیة لهذه الأخیرة. التنافس الجزائري-اللیبي حول النفوذ في إفریقیا إن العنصر الهیكلي الثاني في الفضاء السیاســي المغربي هو العلاقة بین الجزائر ولیبیا، والتي تتبلور ضمنها منطقة الساحل والصحراء. لقد كانت لیبیا، في عهد القذافي، الدولة المغاربیة الأكثر توسعًا لسببین متكاملین: الأول: مرتبــط بالفكــر القومي العربي الــذي تبنّاه القائد اللیبــي، العقيد معمر القذافي، والذي جعله ینتهج سیاســة توحیدیة، أما الثاني فمرتبط بالعزلة الدولیة للیبیا . ((( التي أدت إلى ضرورة البحث عن شركاء إقلیمیین وقاریین لتكتسب نفوذًا سیاسیّا ، الولایات المتحدة للصحراء ففي المرحلة الأولى، اقترح القائد اللیبي مشــروع معتمدًا في ذلك على سیاسة نفوذ طُوّرت تجاه دول الساحل وإفریقیا، جنوب الصحراء، وذلك عن طریق الســتثمارات المالیة والدعم القتصادي، إل أن هذا المشــروع لم یتجسد بسبب المعارضة الجزائریة له. لمجموعة دول الســاحل فــي المرحلــة الثانیــة، قامت لیبیا بتقدیــم دعم مالي التي ل تضم الجزائر، لكن تدمج كّ من المغرب وتونس CEN - SAD ((( الصحراوي (1) S.Haddad, “ La politique Africaine de la Libye : de la tentation impériale à la tragédie unitaire ”, Maghreb-Machrek, n°170 (2000) : 29. نتیجة لمؤتمر قادة ورؤساء الدول الذي عُقد في طرابلس(لیبیا)، وقد 1998 فبرایر/شباط 4 أنشئت في (((

47

Made with FlippingBook Online newsletter