التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

فالجماعات الإرهابیة تسعى إلى إسقاط الحكومات والأنظمة للوصول إلى السلطة في حین یعتبر الدافع الأساســي لجماعات الجریمة المنظمة الربح المادي، فتعمل داخل الأنظمة القائمة دون الرغبة في إسقاطها. ثمة الیوم قناعة متزایدة بأن الجریمة المنظمة بأشــكالها المختلفة تســاعد بشكل مباشــر أو غیر مباشــر في أنشــطة الجماعات الجهادیة والإرهابیــة في منطقة غرب المتوســط، وخاصة الضفة الجنوبیة، ویتفق هــذا التوصیف مع ما تمخض عنه نقاش ، حول مظاهر نمو وترابط 2013 بمجلــس الأمن التابــع للأمم المتحدة، في مايو/أيار الإرهاب والجریمة المنظمة في إفریقیا. وفي هذا الصدد، أعرب مجلس الأمن الدولي قلقــه إزاء التعاضد والتلاحم، في كثیر من الحــالت، بین الإرهاب والجریمة " عــن المنظمة العابرة للحدود، من جهة، وبین تفشــي ممارســة الأنشطة غیر المشروعة مثل تهریب المخدرات والأسلحة والتجار بالبشر من جهة أخرى، وهذا ما یشكّل تهدیدًا . " ((( خطیرًا للسلم والأمن في إفریقیا المنظمات الإجرامیة والإرهابیة لدیها " أن Alex P . Schmid لحظ ألكس شمید الكثیر من القواســم المشــتركة: فكلتاهما جهتان فاعلتان عقلانیتان، وكلتاهما تنتجان ضحایا، وكلتاهما تســتخدمان تكتیكات متماثلــة مثل الختطاف والغتیال، وكلتاهما . ((( " تعملان في الخفاء، وكلتاهما تجرّمان النظام الحاكم وتتخندقان ضد الدولة وعــ وة علــى ذلك، ل یقتصر تمییز الإرهاب عن الجریمة المنظمة على جانب الأهداف والأغراض المختلفة (على ســبیل المثال الدوافع السیاسیة مقابل حصة أكبر من الأسواق غیر المشروعة)، بل یتجاوز ذلك لیشمل شكل ونوع العنف (على سبیل المثال، الإرهابیون یمیلون أكثر من المجرمین إلى عدم التمییز بین ضحایاهم)، ناهیك عــن الســتراتیجیات الإعلامیة الخاصة بهذه الفئة أو تلك (مثــً الإرهابیون یعلنون مسؤولیتهم عن أعمال العنف ویستخدمون وسائل الإعلام لنشر قضیتهم، في حین أن المجرمین عادة ما یتجنّبون وسائل الإعلام). غرب إفریقیا: الإرهاب والجرائم المنظمة العابرة " فریدوم سي أونوها ود. جیرالد إي إزریم، ((( :) 2014 يناير/كانون الثاني 10 ، (تاريخ الدخول: 2013 يوليو/تموز 24 ، الجزیرة نت، " للحدود . https://bit.ly/3c0booV ، (النمسا: " منتدى حول الجریمة والمجتمع " مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجریمة، ((( https :// bit . :) 2004 مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجریمة، دیسمبر/كانون الأول ly / 2UQBbdu

87

Made with FlippingBook Online newsletter