التهديدات الأمنية في حوض البحر الأبيض المتوسط الغربي

ومــن المهــم أیضًا أن نلاحــظ أن الإرهابیین یســتنكفون عــن وصمهم بأنهم مجرمــون عادیون، رغم أن الســتثناءات في هــذا الصدد قلیلة. والأهم من ذلك كله أن الإرهابییــن یقدمــون إطارًا یبرّرون من خلاله أفعالهم وهو ما یمكن أن یتجلى في روایاتهــم وخطاباتهم السیاســیة أو الأیدیولوجیة أو الدینیــة. أما جماعات/عصابات الجریمــة المنظمــة فلا تهمها الحكومات القائمة ما دامت ســلطات الدولة ل تتدخل أو تعطل أنشــطتها الرامیة لتحقیق الســتفادة والربح المادیین، هذا في الوقت الذي یقف فیه الإرهابیون كمعارضین متشددین للحكومة والنظام السیاسي ویحرصون على استخدام الهجمات العنیفة والعشوائیة ضد الأهداف الحكومیة وغیر الحكومیة لعرقلة أو تقویض السلطة القائمة. كما أن الإرهابیین یمیلون إلى تبني رؤیة خاصة بهم تحدد ما یجب أن یكون علیه النظام الدیني والسیاسي والأیدیولوجي الذي ینبغي له-حسب رؤیتهم أن یوجه المجتمع، بینما ل توجد مثل هذه الرؤیة لدى العصابات الإجرامیة. وإذا ســلّمنا بوجود الختلافات المذكورة آنفًا بین الجریمة المنظمة والإرهاب، یمكن لنســیابیة " یمكن أن نرى تعاونًا قویّا ووثیقًا بین الفئتین، وفي مثل هذه الحالة التفاعل بین الجماعات الإرهابیة والشــبكات الإجرامیة وتبادل المعرفة حول عملیات التهریب، وأنظمة غســل الأمــوال والتكنولوجیات والتصــالت، وتزویر الوثائق أن تقوي وتحسّــن مهارات الفئتین وتُكســبهم مصالح أوفر، وفي بعض الحالت یتضح وجــود تعــاون بین الإرهابیین والمجرمین داخل نفس الإقلیــم، وتبادلهم المعلومات الســتخباریة واعتمادهم على نفس المسؤولین الحكومیین الفاسدین، وحتى تنفیذهم . ((( " بعض العملیات المشتركة ولذلك، فإن العلاقات بین الشبكات الإرهابیة والمنظمات الإجرامیة غالبًا ما تتسم بالمیوعة والتغیر المســتمر تبعًا للبیئة التــي یتم التفاعل فیها بین الطرفین. لكن بغض النظر عمّا إذا كانت العلاقة بین الثنین دائمة في بعض الســیاقات ومتحولة وســریعة الزوال في سیاقات أخرى، تظل الحقیقة الثابتة أن تجلیات الجریمة المنظمة والإرهاب، ســواء منفصلین عن بعضهما أو منسقین فیما بینهما تقوض الستقرار والأمن والتنمیة الحقیقیة على الصعیدین الإقلیمي والدولي. ، 2012 ، معهد واشنطن، أبریل/نيسان " مكافحة الجریمة المنظمة عبر الحدود " ولیام إف وشلر، ((( https://bit.ly/34ikhYv يناير/كانون الثاني: 10 (تاريخ الدخول:

88

Made with FlippingBook Online newsletter