المشكلات الأمنیة التي ل ترتبط بامتلاك واستخدام القوة العسكریة ومنها الهجرة غیر الشرعیة والمتمثلة في التدفق البشري المفاجئ والمتزاید من الضفة الجنوبیة للمتوسط إلى الضفة الشــمالیة، خصوصًا المغاربیة منها التي عرفت اتســاعًا وبشــكل كبیر نحو جنوب القارة الأوروبیة. إن موضوع الهجرة الدولیة وبما تنطوي علیه من شــبكة معقدة من المحددات والنتائج الدیمغرافیة والجتماعیة والسیاسیة والقتصادیة انتقلت إلى صدارة الهتمامات القُطریة والدولیة؛ حیث أصبح موضوع الهجرة في الأعوام القلیلة الماضیة من المسائل الرئیسیة التي تدعو للقلق في عدد متزاید من البلدان نتیجة لتفاقم آثارها وتسارع وتیرتها بشكل كبیر؛ مما یستدعي دراستها وتحلیلها بشكل علمي حتى نتمكن من معرفة أسبابها وحتى تسهّل سبل معالجتها بطریقة عملیة. ففي ظل تنامي واستمرار أو تفاقم تداعیات العولمة والأزمة القتصادیة من بطالة وغلاء معیشــة، علاوة على التأثیرات البلیغة لعولمة المعلومات عبر وســائل الإعلام والتصال المتزایدة النتشار، كل هذا زاد من عوامل الطرد والرغبة في الهجرة وتفاقم الهجرة غیر الشرعیة، مخلّفة مآسي إنسانیة تجلّت صورتها في قوارب الموت في البحر الأبیض المتوسط والتي باتت ظاهرة متكررة ومتداولة. الهجرة غیر الشرعیة نظرًا لكون الهجرة غیر الشــرعیة جزءًا من الهجرة بصفة عامة فإنه من الواجب البدء بتعریفها كمصطلح عام كخطوة أولى ثم التطرق لتعریف النوع غیر الشرعي منها: الهجــرة تعني الغتراب أو الخروج من أرض إلى أخرى أو النتقال من لغويّــا: أرض إلى أخرى سعيًا وراء الرزق أو العلم أو العلاج أو أية منفعة أخرى. كما تعني الهجرة بصفة عامة النتقال للعیش من مكان إلى آخر مع نیة البقاء في المكان الجدید لفترة طویلة. والهجرة اسم من فعل هجر يهجر هجرا وهجرانًا، نقول: هجر المكان أي تركه . ((( والهجرة هي الخروج من أرض إلى أخرى ومفارقة البلد إلى غیره ، (السكندریة، المكتب 2 عبد اﷲ عبد الغني غانم، المهاجرون: دراسة سوسیوأنثروبولوجیة، ط ((( . 15 )،ص 2002 الجامعي الحدیث،
93
Made with FlippingBook Online newsletter