113 |
المهيمنة وأحكام التفويض والتوزيع التي تؤســس للتشــغيل الآلي للشبكات الدولية وتلقائية عبور الموارد المادية وغير المادية خلالها، بما يتماشــى مع أهداف المراكز المحورية في الشبكة. ما يستهدفه التفاعل التأطيري للحملات الاحتجاجية بما فيها حملة مقاطعة المنتجات الفرنســية للرد على الإســاءة للرســول صلّى الله عليه وسلّم، هو مستوى اليقين في التحكّم في الشبكات، وأن عمل هذه الشبكات سيكون دائمًا مشروطًا بوعي إنساني قادر على مقاومته. وفي ســياق التفاعل التأطيري فقد نجحت حملة المقاطعة على عدة مستويات؛ أو ً: مقاومة تأطير الإساءة للمعتقدات الإسلامية كنوع من أنواع حرية التعبير، أو على الأقل مقاومة انتشــار هذا التأطير بين المســلمين. ثانيًا: وضع عبء أخلاقي على حكومات الدول العربية والإسلامية والإفلات من تأطيرات الأَمْنَنَة إلى حدّ كبير، من خلال تجنب التأطير الحزبي والتنظيمي للحملة، الذي يســهّل تأطيرها كتهديد أمني من قبل السلطات. ثالثًا: تأطير الحملة في سياق فاعلية إسلامية جماهيرية تســعى لوجود طويل المدى كتعبير وإشارة للعزم على مواجهة الإساءات المستقبلية للمسلمين وعقيدتهم. . التفاعل على مستوى الضغط 3 تســعى الأنشطة الاحتجاجية عادة إلى خلق تأثير ملموس في تغيير سياسات الطرف المُســتَهدَف بهذه الأنشــطة. وتمتلك شــبكات المناصرة العابرة للحدود مسارًا غير مباشــر للتأثيــر من خلال إقناع الحكومات الغربية المؤيــدة لقضاياها بالضغط على الدول المنتهكة للحقوق، من خلال منع بعض المنافع المســتخلصة من علاقة هذه الــدول بالحكومات الغربية. بينما، عادة ما يصحب الاحتجاجات التي تأخذ شــكل الفعــل التواصلي والشــبكات المُمَكّنَة للجماهير فعاليــات ذات وجود مادي يتعدى الوجود الرقمي كتنظيم المظاهرات والوقفات الاحتجاجية. هذه الاختيارات لا تبدو متاحة كجزء من حملة التعبير عن الاحتجاج نحو الرسومات المسيئة للرسول صلّى الله عليه وسلّم. وظهر، منذ البداية، اتفاق تلقائي حول المقاطعة الشعبية للمنتجات الفرنســية باعتبارها الوســيلة الأنســب للرد على هذه الرسومات، وموقف السلطات الفرنســية، منها على الرغم من بعض الدعاوى المضادة لاســتخدامها، كما أُشير إليه أعلاه.
Made with FlippingBook Online newsletter