121 |
على تقديم خدمات الأمن والرفاهية لشعوبها. هذه الشبكات تختلف عن التنظيمات والترتيبــات متعددة الأطــراف التقليدية في البيئة الدولية. على ســبيل المثال، على المســتوى الأمني هناك صعود لما يُســمّى باتفاقات التعاون الدفاعي على حســاب التحالفات التقليدية. عادة لا تحمل هذه الاتفاقات التزامات بالدفاع المشترك كما في التحالفات التقليدية خلال الحرب الباردة، بل تعمل كإطار عام للتعاون في مجالات دفاعيــة مختلفة كالبحث والتطوير، والدعم اللوجســتي، والأمن المعلوماتي، وتبادل ). تستهدف هذه الارتباطات أيضًا تهديدات أمنية غير 50 المعلومات الاســتخباراتية( تقليدية كالإرهاب، والتهريب، والقرصنة، والأمن السيبراني. وتتصف هذه الاتفاقات كذلك بمستوى عال من المرونة بحيث تترك تفاصيل التنفيذ وتفعيل التعاون للأفراد .) 51 والعلاقات الشخصية في المؤسسات الدفاعية والأمنية للأطراف( على مستوى السعي لتحقيق العنصر الثاني من عناصر الاستقرار الإقليمي، أي تحسين مستوى الرفاهية لأفراد المجتمع في ظل المنظومة القائمة، تسعى النخب الوطنية إلى تعزيز موقع اقتصاداتها في شــبكات التجارة والاستثمار الدوليين من خلال الارتباط بالمراكز المحورية في تلك الشبكات سواء بشكل ثنائي مباشر أو من خلال تموضعها فيما يُسمّى بشبكات الإنتاج العالمي أو سلاسل القيمة المضافة، بالإضافة إلى تعزيز مواقعها في مبادرات الاســتثمار العالمية كالحزام والطريق وغيرها. وفي تقاطع هذه الشبكات الأمنية والاقتصادية على المستوى المحلي، تسعى هذه النخب إلى الحفاظ على الاســتقرار السياســي والأمن المجتمعي من خلال شبكة من ولاءات الفاعلين المحلييــن المؤثرين، الذين يتوقف دعمهم للســلطة علــى مدى انتفاعهم من توزيع المنافع الناتجة عن تموضع الســلطة في الشــبكات العالمية. وفي هذا السياق يمكن تخيّل مدى تأثير حملة المقاطعة على مصالح الفاعلين المختلفين عبر هذه الشبكات وتقاطعاتها. ) أن الأســواق العالمية تدخل في مســاومات John Ruggie ويذكّرنا جون روجي ( دائمة مع السياقات المحلية لتأسيس الاختلافات بين الدول على مستوى السياسات العامــة لقضايا الهجــرة، والرفاه الاجتماعي، والحريات الدينية والفردية، والأســرة، والثقافة المحلية، وكثير من المنافع العامة التي أصبحت مؤخرًا وبشكل متزايد مح مح " )، إلا أن استخدام عبارة 52 للتفاوض في إطار الترتيبات الاقتصادية العالمية( قــد لا تعكس واقع هذا التفاعل علــى الأقل في الإقليم. فتعزيز النخب " للتفــاوض
Made with FlippingBook Online newsletter