العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

123 |

محمد فتوح إلى عدد من الكيانات التي بدأ الانتماء لها، وإن كان انتماء مرنًا، يمثّل ). ومن هذه المبــادرات: برنامج محاور، وأكاديمية نماء، 53 نوعًــا من أنواع الهوية( وبرنامج البناء المنهجي، وأكاديمية مســاق، وتتمتع جميعها برواج كبير بين قطاعات من الشــباب المتدين في الدول العربية، وتقدّم خدماتها رقميّا. ويدعم هذه الحركة عدد من دور النشــر التي تلبي الحاجات الفكرية والثقافية المتزايدة لطلبة وخريجي هذه البرامج، والتي تغطي أعمالها مساحات واسعة من الفقه التقليدي، ونقض أسس الإلحاد، وفلســفة الدولة الحديثة والحداثة السياســية، وما بعد الحداثة، وترجمات Pierre ) وبيير بورديو ( Michel Foucault لمفكرين سياسيين من أمثال ميشيل فوكو ( ) ووائل حلاق وغيرهم. رغم أن هذا الاتجاه ما زال في طور التشكّل إلا Bourdieu الإسلامي " أنه يبدو أن جاذبيته تتمحور حول ما يقدّمه من مسار نحو التلبّس بهوية القادر على فهم فلسفة الحداثة وما بعدها بل ونقضها. " المثقف لا تتردد كثيرًا في هذه الأوساط، على " الإســ م والسياسة " حتى وإن كانت أســئلة " سياســيّا " الأقــل مــن منطلق تنظيمي وحركي، فذلك لا يجعل هذا التشــكّل أقل من العمل الإســ مي الجماعي التقليدي. وبالمعنى الأوســع للسياســة، والذي قد ) حول الهيمنة، Antonio Gramsci يعبّــر عنه من خــ ل أفكار أنطونيو غرامشــي ( يُعد هذا التشــكّل سياســيّا بلا شك. وطبقًا لغرامشــي، فإن مفهوم الهيمنة يعبِر عن اســتمرارية الطرق والأساليب المسيطرة واستدامتها لفهم الواقع، وعمل هذه الطرق على مستوى التفكير، والخطاب، والفعل، لتعزيز قوة الجماعات المهيمنة من خلال شرعنة مصالحهم، إلا أن استمرار هذه الهيمنة يتطلب أيضًا نجاح هذه الجماعات في ). بهذا المعنى تمثّل هذه المبادرات وخريجوها 54 عزل أي توصيف منافس للواقع( فعً سياسيّا يهدف إلى منازعة الجماعات المهيمنة توصيفها للواقع، والحفاظ على الموارد الثقافية والدينية، التي تمثّل موردًا أساسيّا للحملات الرقمية ذات المنطلقات الدينية، وتفاعلاتها التأطيرية تحديدًا. يُظهرون نوعًا من أنواع الحذر، " الفكري " مع ذلك، يُلاحظ، أن أصحاب هذا التوجه وربما العزوف عن المشاركة في الحملات الإسلامية الرقمية كحملة مقاطعة المنتجات الفرنســية. وهنا يمكن التمييز بين فريقين من الشــباب المتدين المستخدم للشبكات . ويرى " المتحمس " الرقمية، الأول ذاك الفكري الذي ســبقت الإشارة إليه، والآخر لا تجلب المشاركة فيها أي " ترندات " الأول أغلب الدعوات للحملات الرقمية مجرد

Made with FlippingBook Online newsletter