العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

| 126

بشكل أساسي بين الجماهير في الدول غير الليبرالية، ممثلة في كيانات غير حكومية، وبيــن حكوماتها، ومن ثــم تقوم عملية نقل المعلومــات للمنظمات غير الحكومية وشــبكات مناصرة الحقوق العابرة للحدود بتأطيرها وإقناع حكوماتها بالضغط على " الإنقاذ " حكومــة الدولــة غير الليبرالية المنتهكة للحقوق، ويتماشــى هذا مع فكرة المرتبطة بالأدبيات الليبرالية الحقوقية، التي تظهر فيها المنظمات والحكومات الغربية كمنقذ للمجتمعات غير الغربية من حكوماتها. في المقابل، ينطلق نموذجنا المقترح ) من افتراض أن احتجاجات الجماهير الإسلامية قد تكون 2 كما يظهر في الشكل ( موجهة ضد سياسات الحكومات الغربية وبعض الممارسات في المجتمعات الغربية المسيئة للمسلمين. ومن المهم الإشارة إلى أن السهم الموجه للأعلى، الذي يربط بين ، بل " بوميرانج " الجماهير والدولة، لا يمثّل تفاعً احتجاجيّا أساسيّا كما في نموذج يعكس عدم قدرة أو رغبة الدولة على تبني الفعل الاحتجاجي، أو مشاركة الجماهير الاحتجاج على سياسات الدول المُستهدَفة بالاحتجاج. لوصف الفاعلية " عابرة للحــدود " ويتضــح من الشــكل أعلاه أن المقصود بســمة الجماهيرية الإسلامية هو ذلك الارتباط والتواصل بين الجماهير الإسلامية، في دول مسلمة متعددة، وهو ما تعكسه المستطيلات الثلاث العمودية في الجزء الأسفل من الصورة، التي تمثّل هذه الدول، بينما يمثّل المســتطيل الأفقي المتقطع التواصل بين الجماهير عبر حدود هذه الدول من خلال الشبكات الرقمية المُمَكّنَة للجماهير، وما يخلقــه هذا التواصل من مســاحة للفعل التواصلي، ومــا يتطلبه من نقل المعلومات وحشــد الموارد الهوياتية والمشــاعرية لتأطيرها والتنســيق حول أهداف هذا الفعل التواصلــي. ويُلاحظ هنا أن عمليات التأطير وإعطاء المعنى للممارســات والأفعال محل الاحتجاج تحدث في إطار هذه الشــبكات، وليس من قِبَل شــبكات مناصرة الحقوق العالمية أو المنظمات غير الحكومية الليبرالية. وتعكــس المســارات علــى جانبي الشــكل القنوات الناقلــة للموارد غيــر المادية (المعلومــات، والقيم، والأفكار) على يمين الشــكل، والماديــة (البضائع، ورؤوس الأموال، الأســلحة،...إلخ) على يســاره، وتحمل هذه المســارات معها التفاعلات المعلوماتية والتأطيرية من جهة، وتفاعلات الضغط المادي الذي يأخذ شكل المقاطعة الاقتصادية الشعبية، من جهة أخرى. وذلك طبقًا لما اقتُرِح في المحاور السابقة. أخيرًا، تعكس الأســهم في منتصف الشــكل التأثير المقابل للدولة المُستَهدَفة بالاحتجاج،

Made with FlippingBook Online newsletter