العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

127 |

والذي قد يأخذ بدوره مسار المعلومات والتأطير من خلال التأطير المقابل (الاتهام بالتطرف والعدائية،...إلخ) وإقناع/الضغط على كيانات الحوكمة الخاصة في منظومة المعلومــات الليبرالية بما فــي ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، والذي قد ينتج عنه حجب أو تقييد التواصل بين الجماهير أو/ومسار الضغط السياسي والاقتصادي على حكومات الدول المســلمة، والتي تقــوم بدورها بأمننة الفعل التواصلي الاحتجاجي والمشــاركة فيه. على الرغم من عدم إمكانية التخلص من الاختزال في أي محاولة للنمذجــة، إلا أن هذا النموذج للفاعلية الإســ مية الجماهيرية في البيئة الدولية قد يمثّل أرضية يتسم بمستوى من المرونة، يسمح بنطاق أوسع من الاحتمالات يتماشى مع تعقيد البيئة الدولية وفي نفس الوقت يســمح لنا بتتبع علاقات ســببية وتكوينية، تعزز من فهمنا لهذه الفاعلية وسياقاتها. خلاصة في الوقت الذي أســهمت دراســات تحليل الشبكات الاجتماعية في فهم الحركات الاحتجاجية الرقمية، تقدّم دراسات العلاقات الدولية هذا الشكل من النشاطية الرقمية باعتباره جزءًا من بنية دولية شبكية أوسع، تتحدد مساراتها وخياراتها وممكناتها وفقًا للمراكز المحورية المتحكمة بها، وذاك جوهر النفع المرجو من هذه الدراسة، وهو فهــم الأفعال الاحتجاجية الرقمية برؤية أوســع من مجرد جعلهــا فاعلية اجتماعية محدودة بنوع الشــبكة ومؤثريها ومضامينها، رغم أهمية ذلك كله. ولذلك نأمل أن تقدم هذه الدراسة بُعدًا جديدًا يمكن لدراسات تحليل الشبكات الاجتماعية الاهتمام بــه، وهي تحــاول أن تجد طريقها إلى الأكاديميا العربية في إطار العلوم الإنســانية والاجتماعية. والجديد في هذه الدراســة أنها لم تركن إلى التنظير الأريكي البعيد عن الواقع، أو ذلك الذي يعتمد على بيانات ونظريات نشأت في سياقات بعيدة عن واقعنا العربي، بــل اســتندت في محاولتها للتنظيــر للأفعال الاحتجاجيــة ذات الطابع الديني، إلى بيانات ميدانية جُمعت في دراســة ســابقة، وإلى أهم ما كُتب في أدبيات العلاقات الدوليــة وتنظيراتها للأفعــال الاحتجاجية. وأهم ما خرجت بــه، هو تطوير نموذج نظري للفاعليات الشــبكية الممكّنة للجماهير المســلمة، يمكن البناء عليه في دراسة الاحتجاجات الرقمية ذات الطابع الديني في السياقات العربية.

Made with FlippingBook Online newsletter