العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

| 128

وتعتبــر شــبكات الاحتجاج ذات الطابع الديني شــبكات عابرة للحــدود المحلية، بســبب بنيتها الهوياتية المتجاوزة للانتمــاءات الوطنية الضيقة، وتمثيلها لأعداد أكبر من الفاعلين؛ وهذا يعطيها قوة إضافية من جهة تنوع مواردها غير المادية (المعلومات والمعتقدات والقيم)، وفاعلية الجماهير في التحفيز والعزم وتأثيرها غير المباشر على البيئة الدولية، بشــرط حســن إدارة تلك الموارد، واطلاع كاف على بنية الشــبكات الإقليميــة وآليات التواصل اللغوي والمفاهيمي الجاذبة لتعاطف شــبكات المناصرة العابرة للحدود. غالبًا ما يُحجم الناشطون عن التواصل مع شبكات المناصرة العابرة للحدود، إما لعدم ثقتهــم بها، أو لجهلهم بدورها في تبنــي المطالب الحقوقية وتأثيرها على الكيانات المعنية، أو لمعرفتهم بتحيزاتهم المسبقة، ويأسهم من جدواها، خاصة إذا قامت دولهم بوصمهم بالإرهاب أو الانتماء إلى جماعات دينية محظورة، إلا أننا نجد أن التواصل مع تلك الشبكات يكون مفيدًا في جميع الأحوال، فإن لم يحصل التعاطف والضغط المرجو فإنها تشكّل حرجًا أخلاقيّا لتلك الجهات وتضعها أمام مسؤولياتها في تبني القيم العليا التي تدافع عنها. وهذا يتطلب ذكاءً تواصليّا من الناشــطين، يســتخدمون فيه خطابًا تفهمه تلك الجهات الدولية؛ ذلك أن كثيرًا من مطالباتهم، وإن كانت ذات طابع ديني، فإنها ليست بعيدة عن خطابات حقوق الإنسان، وحرية التعبير، واحترام الثقافات والأديان والمعتقدات، وحقوق الإنسان الأساسية. وربمــا نحتــاج إلى مزيد من الدراســات حول التجارب العملية فــي التواصل بين الجماهير المُمَكّنَة شبكيّا ذات المطالب الدينية، وشبكات المناصرة العابرة للحدود، والضغــط عليها، تقدم رؤيــة أوضح لمآلات التواصل وفــرص النجاح، فضً عن المزيد من الدراســات حول المســارات البديلة وبعيدة المدى المستندة على الفعل التواصلــي للمبادرات التعليمية والمعرفية، التي ظهرت بفعل القيود المفروضة على الفعل التواصلي الإسلامي. المراجع ، مركز " التضييق على شبكات التواصل الاجتماعي: السياسات والأهداف " ) جوهر الجموسي، 1 ( https :// :) 2021 مايو/أيار 29 ، (تاريخ الدخول: 2019 يناير/كانون الثاني 2 الجزيرة للدراسات، . bit . ly / 2W5ZveE

Made with FlippingBook Online newsletter