العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

143 |

أي مرض يشكّل تهديدًا أمنيّا ما دامت له قدرة على التأثير المباشر في حياة الأفراد وجودتهــا وعلى نمط الرفاه الاجتماعي، بغضّ النظر عن الاختلاف بين المجتمعات .) 20 المتأثرة بالمرض( مــا يدعم هذا الطرح أن العامل الرئيســي المحدد لعمليــة الأمننة يخضع للتقييمات والتصورات الأمنية للدول الغربية، والتي تملك ميكانيزمات وأدوات توجيه صيرورة ، وافق مجلس 2014 الأمننة في حال تفشي وباء أو مرض معدي. ففي سبتمبر/أيلول الأمن على إنشاء بعثة الأمم المتحدة للاستجابة الطارئة لفيروس إيبولا؛ حيث اعتبرت تفشــي هذا الوباء تهديدًا للســلم والأمن الدوليين. أما منظمة الصحة العالمية فقد فقدت مكانتها حينذاك باعتبارها الســلطة الرائدة ومنســقة العمل الدولي في المجال الصحي، وسُــحبت اختصاصاتها وفق المنطق الأمني/السياســي للدول الممثلة في مجلــس الأمن، وهذه الخطوة فتحت النقاش حول التدابير الاســتثنائية والإجراءات .) 21 الفنية والإدارية المصاحبة والتي قد تفلت من المراقبة الديمقراطية والقانونية( . أمننة الصحة من خلال حالة الطوارئ الصحية 3 تقتضي سُــنّة الله ألا تســتمر الحياة على وتيرة أو منوال أو نهج واحد، بل إن من سماتها الطبيعية والفطرية التقلب والتنوع والتغير ما بين الشدة والرخاء؛ بين الخوف والأمن؛ بين الحرب والســلم، وغيرها من التقابــ ت. لذلك، تعاملت المجتمعات والنظم السياسية والقانونية والدستورية الحاكمة مع الحالات الاستثنائية بما يلزم من التقنين والتأطير والتشــريع بغية التمكّن من تقديم إجابات وبدائل وحلول ســريعة، وخاصة غير مألوفة في الظروف العادية، تتناســب والأوضاع والظروف المســتجدة، وتمنحها إمكانية التحرر من بعض الالتزامات والقيود الدســتورية والقانونية. وتعتبر حالة الطوارئ الصحية وما ينتج عنها من حجر صحي من الحالات التي تلجأ الدول لفرضها في مواجهة تهديد ناتج عن تفشي فيروس أو مرض مُعْدٍ أو هجوم بيولوجي يشكّل خطرًا على الصحة العامة، ويتطلب استجابة سريعة ومنسقة. ، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية 2020 يناير/كانون الثاني 30 في بعد انتشار فيروس كورونا في عدد من الدول، وهو نفس القرار الذي اتخذته بلدان عدة عرف فيها الفيروس تفشيًا واسعًا وخطيرًا. في المغرب، وجدت الدولة نفســها أمام حالة فراغ دســتوري وتشريعي بشأن حالة الطوارئ الصحية؛ ذلك أن الدســتور لا يتحدث إلا عن حالتين: الاســتثناء، والتي

Made with FlippingBook Online newsletter