العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

| 144

إذا كانت حــوزة التراب الوطني مهددة أو وقع من " يمكــن أن يعلنهــا الملك بظهير )، وحالة الحصار التي 22 ( " الأحداث ما يعرقل السير العادي للمؤسسات الدستورية .) 23 يمكن إعلانها لمدة ثلاثين يومًا بمقتضى ظهير يوقّعه بالعطف رئيس الحكومة( ، 2020 مارس/آذار 24 وأمام هذا الوضع الاســتثنائي، لجأت الحكومة المغربية، في إلى التســريع بإصدار مرسوم يعلن حالة الطوارئ الصحية، وقبله صدر مرسوم -في من نفس الشــهر- يتعلق بســنّ أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات 23 الإعلان عنها. حدّد هذا المرسوم مبررات اللجوء إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية، والإجراءات المتبعة من أجل ذلك وتمديدها، كما حدّد صلاحيات الشرطة الإدارية التي جرى تأهيل السلطات العمومية لاتخاذها في سبيل مواجهة تفشي الجائحة، فض عــن تجريمه للمخالفات المتعلقة بحالة الطوارئ وتحديد العقوبات المخصصة لها. كما تضمن المرسوم مقتضى بوقف سريان الآجال المنصوص عليها في المقتضيات التشريعية والتنظيمية خلال فترة الطوارئ الصحية على أساس استئناف احتسابها من .) 24 اليوم الموالي لرفع حالة الطوارئ( أثــارت الطريقــة التي أُصدرت بها هذه المراســيم وصودق عليها نقاشــات قانونية 19 ودســتورية، خاصة أن المشــرّع المغربي وجد نفســه بين مطرقة جائحة كوفيد- وســندان البحث عن مخرج قانوني يمكّن الســلطات والأجهزة التنفيذية على وجه الخصوص من غطاء قانوني يمنحها صلاحيات تدبير الأزمة، وهو ما رســخ خاصية أمننة حالة الطوارئ الصحية من خلال عدد من المؤشرات. . يتمثّل أول هذه المؤشــرات في اعتبار حالة الطوارئ نفســها نوعًا من الأمننة ما 1 دامت تنص على تدابير وإجراءات تكســر القواعد السياســية والمجتمعية المتعارف عليها، وتضع قيودًا على الحقوق غير القابلة للانتهاك، وتركز طاقة وموارد المجتمع . 19 في مهمة محددة وهي مواجهة كوفيد- بشكل عام، يعتبر اللجوء لحالة الطوارئ في كل الأنظمة السياسية المعاصرة مدخ للســلط. " الطبيعي " ، وعلى التوزيع " العادي " لإحداث تغييرات على النظام القانوني ) حالة الطوارئ Marie - Laure Basilien - Gainche تصف ماري لور بازيليان كانش ( التي تلجأ إليها الدولة زمن الحرب أو في سياق أزمات كبرى، " التقنيات القانونية " بـ تستخدم من خلالها أساليب الإكراه للحفاظ على النظام العام، وتتسم بتركيز السلطات ). علاوة على ذلك، أضحى مفهوم الطوارئ أطروحة فكرية تعبّر 25 وتقييد الحقوق(

Made with FlippingBook Online newsletter