العدد 12 – نوفمبر/تشرين الثاني 2021

169 |

ب- عهد التحاد الإفريقي لعبــت الأحــداث الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة دورًا مهمّا في تحديد الأولويات السياسية وتفعيل الممارسة الدستورية، كما أن تطور المؤسسات العمومية ارتبط كثيرًا بوضع الحريات في البلاد، بل يمكن القول: إن الحريات شــكّلت دعامة أساســية وضرورية لِدَسْــتَرَة فاعلة وحيوية بعد ســقوط المعسكر الشــرقي. ففي كنف أجواء التفاهم والحوار، التي وفرتها المؤتمرات الوطنية وشــملت مختلف الشرائح، خطت العملية السياسية خطوات إلى الأمام بخلاف ظروف الاستبداد والإرهاب التي عاشتها قبل ذلك. وتُطوّق الحرب على الإرهاب اليوم الجهود الرامية إلى إرساء دولة القانون لما تتيحه أحيانًا من تدخل ســافر وانتهاك لســيادة دولة من طرف دولة أجنبية، وكذا استهداف بعض الهيئات المدنية وشــخصياتها النافذة بذريعة الحرب على الإرهاب، أو باتخاذ إجراءات تُقَيّد حركة المواطنين وتُعطّل مســار الأجهزة الحكومية. وشُــلّتِ الحركة الدستورية الإفريقية من خلال: - نفوذ الحزب الواحد الذي ذاب في الدولة وحَكَم باســمها، وهو ما شــكّل عام قويّا لفكّ الارتباط بين هيمنة الدستور والسلطة القائمة. وفي هذا الصدد، يرى بعض رجال القانون أن فلسفة تقوية الحزب الواحد كانت بدافع تعزيز الوحدة الوطنية في واقع غير قادر على تحمل تصدعات جديدة، على أن تكون سياســة الحزب الواحد وضعًا مؤقتًا إلى حين بلوغ الشعوب النضج السياسي، والعودة إلى ما كان ساريًا في .) 12 الحياة الإفريقية من التعدد( - استيلاء المؤسسة العسكرية على السلطة بالقوة، وكانت النتيجة في الحالتين غياب الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وتحكّم الاســتبداد، واســتبعاد الشعب من الحكم بحيث لم يكن طرفًا في معادلة الحكم وعاش مقموعًا ومقصيّا. ولم يكن من الصدفة أن تحتضن موجات التغيير، التي تمثّلت في المؤتمرات الوطنية، جميع القوى الشــعبية الحية التي شــكّلت معلمًا بارزًا في الحياة الدستورية القارية، وفتحت النقاش على القضايا الكبرى بشكل غير مسبوق حتى إن المجالس الدستورية لم تظهر إلا بعد تلك الأحداث المشــهودة، وما واكبها من حضور المؤسســة الدينية .) 13 في التحولات الديمقراطية، مثل حالة بنين، وجنوب إفريقيا( انفتحت الدســاتير الحديثــة على الظاهرة الدينية من حيث الممارســة على تفاوت

Made with FlippingBook Online newsletter