17 |
من الصعوبة بمكان تلخيص جُلّ أفكار مارشال ماكلوهان التي تضمّنتها كتبه ومقالاته )، ومقابلاته الصحفية. لذا 31 () Explorations ( " إكسبلوريشنز " التي حررها في مجلة سنكتفي بعرض أبرز أطروحاته في المحاور المتداخلة التالية: أولً: من الوسيط كامتداد للإنسان إلى البيئة الإعلامية ). ولم يحصره في 32 ( " ) هو امتداد للإنسان Medium الوســيط ( " آمن ماكلوهان بأن وســائل الإعلام التي تحظى بالإجماع، مثل: الصحيفة، والمجلة، والمذياع، وجهاز التليفزيــون، بل رآه في كل وســائل النقل والمواد والتجهيــزات التي تُمدّد حواس الإنسان، وتوسّع نشاطه، ووصفها بأنها امتداد للإنسان لكونها تتوسل بأحد مؤهلاتنا البدنية أو الحسية. في البيئة الرقمية، ذهب بعض الكتّاب، " إن الميديا امتداد للإنسان " في تأويل مقولة: ) إلى التأكيد Robert Logan ) وروبرت لوغان ( Paul Levinson مثل: بول لفينسون ( ، أي إن الإنســان الذي " مســتخدم الميديا الاجتماعي أصبح عبارة عن محتوى " أن ،) 33 ، على ســبيل المثال، قادر على إنتاج المحتوى أو يسهم فيه( 2 يســتخدم الويب .) 34 ( " نحن الميديا " بل إن الإنسان ذاته تحول إلى ميديا، وهذا يحيلنا إلى كتاب وعندما يتحدث ماكلوهان عن الوسيط فيقصد به البيئة أحيانًا، والتي تعنى أن ظهور أي ميديا جديد يخلق بيئته الخاصة التي تســعى إلى تغيير شــروط الإدراك الحســي ). وغني عن القول: إن هذا المعنى الذي منحه 35 الخــاص الذي يميز هــذه الثقافة( ماكلوهان للبيئة الإعلامية، في ســبعينات القرن الماضي، يختلف عن المعنى الذي أي إنها منظومة الفاعليــن، والتكنولوجيات، " اكتســبته في مطلــع الألفية الحاليــة، .) 36 ( " ومحتويات المنتجات في مجال مخصوص أو المتعلق بموضوع معين في انتقاله من التفكير في الوســيط إلى البيئة الإعلامية، توصل ماكلوهان إلى فكرة مهمة جدّا مفادها أن كل ميديا لا تولد مكتملة، بل تســعى في بدايتها إلى اســتعمال محتويات الميديا التي سبقتها وحتى لغتها. وهذا ينطبق تمامًا على كل وسائل الإعلام ، هذه 1946 تقريبًا. لقد لخّص أول معدّ لشــبكة البرامج في التليفزيون الفرنسي، في إن التليفزيون يتوجه بإمكانيات الإذاعة إلى جمهور ينتظر " الفكرة في الجملة التالية: )، وبالتدريج تستقل الميديا عمّا سبقها من وسائط 37 ( " منه أن يُقدّم له ما يعادل السينما الاتصال بعد أن تفرض خصوصيتها، أي تشكّل بيئتها الخاصة.
Made with FlippingBook Online newsletter