| 58
مزمنة في سوق " فجوة بطالة " هيكلية في سوق السلع، تعبِر عنها " فجوة تشغيل " عنه ، هيكلية أيضًا، " فجوة تجارة " العمــل نتــاج ضعف الطلب على قوة العمل، ومقابلها فــي نطاق التعاملات الخارجية، تتكوّن مــن الفارقين، الكمّي والكيفي، بين العرض ، السلع الاستهلاكية الضرورية لسد " الكمّي " والطلب المحليين، ليغلب على أولهما، ، السلع الرأسمالية الضرورية لتجديد وعمل " الكيفي " قصور العرض، وعلى ثانيهما، الجهاز الإنتاجي. ويتســق وجود هذه الفجوة التجارية مع تثبيت الموقع الطرفي ضمن تقســيم العمل الدولي، لدولة مُسْــتَعْمَرَة تخصصت في سلعة أولية زراعية ابتداء (القطن خلال فترة الاحتلال)، ثم شِبْه تخصصت في سلع استخراجية وخدمات ريعية لاحقًا (النفط وقناة الســويس والســياحة والقوة العاملة بدءًا من مرحلة الانفتاح). ولم تنجح في تطوير صناعتها بحيث تحتل موقعًا أكثر تقدمًا ضمن ذلك التقسيم؛ لتبقى ضمن القطاعات والســلع الأكثر تأخرًا وهامشــية، الأعلى تنافسية والأقل قيمة؛ ليتدهور معدل تبادلها الدولي بشــكل مستمر؛ بحيث يتطلب الأمر زيادة مستمرة في إنتاجها الكمّي لمجرد البقــاء فــي ذات موقعها والحفاظ على موقفها التجاري دون تدهور؛ ما يجعل الأمر أشبه بمعركة سيزيفية يُبْذَل فيها أقصى الجهد لمجرد عدم السقوط من المنحدر. فلا يتعلق الأمر هنا بمجرد ضعف عَرضي، أو قصور سياســاتي في ممارســة تجارة طَرفي تابع ورثته عن المرحلة الاستعمارية، " جيوتاريخي " مصر الخارجية، بل بموقع وعزّزته سياســة الاستسلام الاقتصادي المعروفة إعلاميّا بالانفتاح الاقتصادي، حيث يحكــم هذا الموقع علــى البلد الطرفي بالبقاء ضمن مجموعــة العمليات الإنتاجية الهامشــية والســلع الآفلة تكنولوجيّا، بما تتســم به من ارتفاع في درجة التنافســية وانخفــاض فــي القيمة المضافة؛ ومن ثم في صافــي الربحية. فيتعلق الأمر هنا ببنية المركز والأطراف اختلاف درجة ربحية " عالمية كاملة يعني فيها التفارق البنيوي بين عمليات الإنتاج-الخاصة بكل منهما، ولما كانت الربحية متعلقة تعلقًا مباشرًا بدرجة الاحتكارية (أي تتناســب معها طرديًا)... تكون عمليات -دول- الأطراف الوحيدة الخاضعــة لمنافســة حقيقية، وعندما يقع تبــادل تجاري، تكــون المنتجات القابلة للمنافســة في وضع ضعيف-ربحيّا، فيما المنتجات شــبه المُحتكَرة في وضع قوي- ربحيّــا؛ ونتيجة لذلك، يكون ثمة تدفق مســتمر لفائــض القيمة من مُنتِجي الأطراف .) 7 ( " إلى مُنتِجي المنتجات الشبيهة بالمراكز، وهو ما يُعرف بالتبادل غير المتكافئ وكان ممــا بــرز ضمن تلك البنيــة، وأعاق نجاح التصنيع المســتقل والنمو الذاتي،
Made with FlippingBook Online newsletter