| 74
)، أي 61 ورغم ضرورة إخضاع سياســة سعر الصرف لبقية السياسات الأكثر هيكلية( المتصلــة بالفجوات الأكثر عينية، كالتشــغيل والتجارة بالأخــص، يظل التعادل بين ســعري الصرف الاســمي والتوازني ضرورة في الأجل الطويل لما للتفارق بينهما من آثار ســلبية على تلك الفجوات نفســها، ما يظهر في العلاقة العكســية بين زيادة ذلك الانحراف والقدرة التنافســية ومعــدل نمو الصادرات ومعدل النمو الاقتصادي )، فضً عن ظهور الســوق الســوداء وتسرب موارد النقد الأجنبي بعيدًا 62 الحقيقي( عن الجهاز المصرفي والاقتصاد الرسمي، والوصول في الحالات المتطرفة لمشكلة ) بآثارها الخطرة التي تصل حد تهديد السيادة النقدية كأحد وجوه السيادة 63 الدولرة( الوطنية. ويبــرز هذا التهديد الأخيــر، وخلفياته من مديونية متصاعدة متصلة بتدهور معدلات التبــادل الدولــي الطرفيــة والتفارق المتجــدد أحادي الاتجاه -نحــو الهبوط- بين ســعري الصرف الاسمي والتوازني، كوجه آخر لتفارق مستويات تطور قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج. فبينما تحاول، أو بالأحرى تُضطر، الدول الطرفية شــبه الصناعية كمصر لاســتجلاب الأنظمة النقدية والمالية الحديثة، بدعوى التطور والاستفادة من مزاياهــا النظرية، يقف مســتوى التطور التقني الفعلي للاقتصاد الحقيقي، منعكسًــا في إنتاجيته، عقبة كَأْداء في مواجهة الاســتفادة من تلك المزايا المفترضة، بل ربما تنقلــب تلك الأنظمة وباً عليه كنظيرتها على المســتويات الهيكلية الأعمق، فبينما اســتحضرنا العملات الورقية الحديثة كأدوات لعلاقات التبادل الحديثة، نجدها مع لا " الاقتصاد شــبه الصناعي عاجزة عن تحقيق كافة وظائف النقود في ذاتها، حيث تظهــر النقــود ببلاد الأطراف في مظهر مكتمل كما في دول المركز؛ لأنها تعجز عن القيام بجميع وظائفها داخل اقتصادها المحلي؛ حيث تتعايش عملات كثيرة وتتقاسم ) داخل إطار قومي واحد، بما يهدد السيادة النقدية والسياسية على 64 وظائف النقود( .) 65 ( " السواء بالمثــل، فــي هذا الســياق، لا يمثّــل التعميق المالي، الذي تتشــدّق بــه الحكومة والمنظمــات الدولية، على كل مزاياه النظرية من جهة تعبئة الموارد المالية، ســوى وجــه آخر لمشــكلات ذات التفــارق الاجتماعي التقني، وتكثيــف جديد لأمراض الاقتصــاد الريعي؛ حيث لا يؤدي ذلك التعميق المالي إلا لتكاثر حلقات الوســاطة المالية والتطفّل الريعي بين الادخار والاســتثمار؛ ومن ثم زيادة حوافز التكسّــب من
Made with FlippingBook Online newsletter