مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

) والــذي يُعَــدّ أحد الفروع المتخصصة فــي العلاقات الدولية من boundary water حيث تركيزه على السياســات المائية وانعكاســاتها الصراعيــة أو التعاونية على دول الحوض الدولي؛ إذ يســلّط هذا الفرع التخصصي الضوء بصورة أساســية على فكرة )، كونها الحاكمة لهذه السياســات المائية. فيركّز Hydro - Hegemony الهيمنة المائية ( على تعريفها وركائزها واستراتيجيات وآليات تحقيقها وكيفية تحدّيها من الطرف غير ( Framework for Hydro Hegemony المهيمــن وذلك وفق مقاربة الهيمنــة المائية ( ، وما 2006 )، عام Mark Zeitoun ، ومارك زيتون ( ((( ) Jeroen Warner لجيرون وارنر ( لحقــه من تطورات، وصوً لاقتراب الإطار الديناميكي لتفاعل المياه العابرة للحدود ) لزيتــون وآخرين، Framework of ) Dynamic Transboundary Water Interaction ، مــن حيث وجود ركائز لكل دولــة من دول المصب، قد تركن إليها عبر 2017 عــام استراتيجيات وتكتيكات وآليات مختلفة (قسرية، نفعية، قانونية، أيديولوجية)، لتحقيق الهيمنــة أو تحديهــا من خلال إطار ديناميكي تفاعلي ما قد يؤدي في النهاية إلى بقاء نظــام الهيمنة الراهن مع إدخال بعــض التعديلات عليه لصالح الطرف غير المهيمن، أو تغييــر هــذا النظام تغييرًا كامً وإيجاد نظام بديل تتغيــر فيه المواقع والأدوار بين الطــرف المهيمن وغير المهيمن.. ليكــون بذلك من أوائل الكتب العربية التي تتناول موضوع سدّ النهضة الإثيوبي من خلال هذا الإطار الديناميكي والذي يساعد في رسم السيناريوهات المستقبلية الخاصة بكل طرف. يسعى الكتاب إلى الإجابة عن سؤال رئيس تتفرع عنه عدة أسئلة: هل ما تقوم به إثيوبيا، من خلال بناء سدّ النهضة، يدخل في إطار تحدي الهيمنة )، بمعنى الســعي لإحداث تغيير داخل نظام الهيمنة المائية Hegemonic Challenge ( (، حيث Counter - Hegemony المصرية الحالية، أم يدخل في إطار الهيمنة المضادة ( يعارض الطرف غير المهيمن [إثيوبيا] الوضع الراهن من خلال تركيزه على الجوانب القانونية لتغيير قواعد النظام، أم هي الرغبة والسعي في التغيير الكامل للنظام المهيمن (، وبالتالــي يبتعــد عن ثنائية الهيمنــة والهيمنة المضادة ليتخذ Change Hegemony ( أشكاً مختلفة؟ الهولندية، أما مارك زيتون فهو باحث Wageningen جيرون وارنر هو أستاذ السياسات المائية بجامعة ((( . البريطانية East Anglia بمركز أبحاث الأمن المائي بكلية التنمية الدولية بجامعة

Made with FlippingBook Online newsletter