وتنســلّ من هذا الســؤال الرئيس عدة تســاؤلات فرعية تتعلق بالأبعاد المختلفة المحــدّدة للعلاقــات بين الجانبين، خاصة ما يتعلق بقضيــة المياه، وركائز القوة التي يرتكن إليها كل طرف لفرض الهيمنة أو تحديها، مرورًا بالاســتراتيجيات والتكتيكات التي تتبعها للحفاظ على الهيمنة أو تغييرها. ويعتمد الباحث في إجابته على هذه الأسئلة عدة مناهج في إطار فكرة التكامل المنهجي، منها منهج دراسة الحالة الذي طبّقه على سدّ النهضة، والاستفادة من مقاربة الهيمنة المائية والإطار الديناميكي لتفاعل المياه العابرة للحدود. فــي ضــوء ما ســبق، ينقســم الكتاب إلــى مقدمــة ومدخل نظري وخمســة فصول ثم خاتمة. فــي المدخل النظري، يركّز الباحث على الإطــار المفاهيمي لفكرة الهيمنة بين مــدارس العلاقــات الدولية والعلاقــات المائية الدولية، والتطــورات التي مرّت بها، وصــوً للإطار التفاعلــي للهيمنة الذي يركّز على آليات وتفاعلات الطرفين المهيمن وغير المهيمن، وما ينتج عن ذلك من نمط للسيطرة والهيمنة. ويتناول الفصل الأول المحددات العامة للعلاقات الثنائية المصرية-الإثيوبية في أبعادها المائية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وموقع البعد المائي فيها، كونها تعطينا مؤشرًا عامّا لنمط واتجاه العلاقة، والتي تؤكدها ركائز القوة المختلفة. ويعالــج الفصل الثاني الركائز العامة للقوة وفق منظور الهيمنة المائية، وتتضمن القوة بشقيها، العسكري والاقتصادي، مع الإشارة إلى مرحلتين أساسيتين، هما: مرحلة القرن العشرين؛ حيث البروز الواضح للهيمنة المصرية، ومرحلة العقد الأول من الألفية الثالثة، حيث التحدي الإثيوبي لهذه الهيمنة. أما الفصل الثالث، فيتناول استراتيجيات وتكتيكات مصر وإثيوبيا لفرض وتحدي الهيمنة قبل بناء ســد النهضة وذلك من خلال تقســيم هذه الفترة إلى ثلاث مراحل )، ومرحلة 1952 - 1811 زمنية: مرحلة تحقيق الهيمنة خلال فترة ما قبل الاســتقلال ( الحفاظ على الهيمنة منذ الاستقلال وحتى نهاية الحرب الباردة، أواخر الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين، ثم مرحلة تعزيز الهيمنة بعد انتهاء الحرب الباردة وحتى . 2011 يناير/كانون الثاني المصرية عام 25 ثورة ويعالج الفصل الرابع آلية الهيمنة وتحدي الهيمنة عبر بناء سدّ النهضة، ويوضح الأسباب الإثيوبية لبنائه والتحفظات المصرية عليه.
9
Made with FlippingBook Online newsletter