مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

ب- تشكيل تحالفات استراتيجية (التحالف مع السودان) لقد أســهم الموقع الجيوبوليتيكي للســودان كدولة ممر بين إثيوبيا في الجنوب ومصر في الشمال، في حساسية موقفها من قضايا حوض النيل، وفي القلب منها قضية المياه؛ إذ إن للسودان مصالح مع كلا البلدين، كما أن له مشكلات معهما أيضًا، منها مشــكلات حدودية، فضً عن اتهامات بدعــم كل دولة من الدول الثلاثة للمعارضة في الدولتين الأخريين. لــذا، فــإن إثيوبيا كانــت حريصة دائمًا على فكّ الارتبــاط بين دولتي المصب، من خلال آلية النفوذ تحديدًا، وأيضًا اســتخدام بعض اســتراتيجيات وتكتيكات الدول المهيمنة، مثل: استراتيجية الاحتواء، والتكتيكات النفعية، والقانونية، وكذلك تكتيكات الإذعان القسري من خلال الأعمال السرية (غير المعلنة) مثل دعم المعارضة السودانية الجنوبية، وغيرها. ومــن هنــا، فإن التحالف الإثيوبي مع الســودان تحكمه عــده اعتبارات أبرزها حســابات المصالح الخاصة بكل منهما بغضّ النظر عن طبيعة التوجهات السياســية التي قد تجعل هناك تباينًا أحيانًا، وتقاربًا أحيانًا أخرى بحســب مفهوم المصلحة، ثم العلاقــة مع مصر؛ حيث كانت هنــاك مخاوف إثيوبية تحديدًا من إقامة تحالف عربي بين دولتي وادي النيل ضدها. في ضوء ذلك، يمكن فهم الموقف من قضايا الخلاف بين السودان وإثيوبيا سواء ما يتعلق بالحدود، أو دعم المعارضة السياسية، أو الموقف من مصر. فقد شهدت العلاقات السودانية-الإثيوبية توترًا كبيرًا في عهد نظام جعفر النميري )، ونظام منجستو هيلا ماريام، فيما شهدت هدوءًا حذرًا في عهد الحكم 1985 - 1969 ( ، ثم حالة من ((( ) 1989 - 1984 المدنــي الديمقراطي بزعامة الراحل، الصادق المهدي ( التذبذب في عهد حكم الإنقاذ الإســ مي بزعامة الرئيس المخلوع، عمر البشــير، منذ بين النظام 2021 ، ثم شــهدت توترات مرة أخرى أوائل 2019 وحتى عزله 1989 عام الحاكم في السودان ونظام آبي أحمد بسبب قضايا الحدود. فنظــرًا للتبايــن الأيديولوجي بين نظام نميري الذي كان يميل لكل من الولايات المتحدة ومصر، في مواجهة نظام منجستو الشيوعي، فإن كّ منهما قام بدعم المعارضة (1) Sudan Foreign Relations, Global Security, (Visited on 1 Feb.,2020) https://bit. ly/38TZw9q

169

Made with FlippingBook Online newsletter