ويبدو كذلك أنها عملت على استغلال الوضع الذي يمر به النظام المصري بعد ، وســعي السيسي لتحقيق إنجاز خارجي يحقق له الشرعية 2013 أحداث يوليو/تموز الخارجية، لتوقيع هذا الاتفاق. فقد ذكر مصدر حكومي مصري، شارك في المشاورات التي ســبقت اتخاذ مصر قرار توقيع اتفاقية إعلان المبادئ بالخرطوم، أن العديد من الجهات الرسمية رفعت تقارير للسيسي قبل توقيع الاتفاقية، مفادها أن التوقيع سيضعف موقف مصر، وأن فايزة أبو النجا، مستشارته لشؤون ا من القومي، ومختصين سابقين فــي المخابرات ووزارات الخارجية والدفاع والــري، أجمعوا، على أن التوقيع يمثّل إقرارًا مصريًا بالموافقة على قيام إثيوبيا ببناء السد دون أية ضمانات أو التزامات، إلا أن السيســي قرر أنه ســيوقعه، وأخبر معاونيه بأن لديه القدرة على إحداث تغيير كبير في الموقف الإثيوبي من خلال استخدام تأثيره الشخصي على المسؤولين الإثيوبيين، بل وعلى الرأي العام الإثيوبي. ومما يؤكد هذا الكلام أن السيســي لم يطرح الاتفاق . ومن هنا، جاء الاتفاق ليكرس في مجمله الأوضاع التي نجحت ((( للتشاور المجتمعي إثيوبيا في فرضها على أرض الواقع. فبحســب أحد الدبلوماسيين الإثيوبيين المشــاركين في المفاوضات، فإن بلاده رفضت المســودة المصرية المقترحة للاتفاق، وقامت بإعادة صياغة، عبارة عن قص ولــزق، للمــواد القانونية التي تحمل وجهة نظر إثيوبيــا في الاتفاق الإطاري الخاص بعنتيبي، لاســيما مبدأ عدم التســبب في حدوث ضرر جســيم، والاستخدام المنصف . ((( والمعقول اللذان باتا يشكّلان المبدئين الثالث والرابع من اتفاق إعلان المبادئ لكن قبل تحليل بنود إعلان الاتفاق الإطاري، وكيف يعكس تحدي إثيوبيا للهيمنة المصرية، قد يكون من المفيد تعريف الاتفاق الإطاري، وهل هو ملزم لأطرافه أم لا؟ الاتفــاق الإطــاري، باختصــار، هو اتفاق يتــم بين دولتيــن أو أكثر حول أحد الموضوعــات الفنية أو العســكرية أو التجارية، ويتضمن مجموعة من المبادئ العامة التي تحتاج لاتفاق تفصيلي لاحق فيما بينها، وتُبرَم الاتفاقات الإطارية " الاسترشادية " على مســتويات عدة أعلاها مســتوى القمة، كما يمكن أن تتم على المستوى الوزاري الفني الذي يضع التفاصيل الفنية من خلال لجان مشتركة، تمهيدًا لوضع اتفاقية نهائية ، 2019 تشرين الأول / أكتوبر 5 مفاوضات سد النهضة في «طريق مسدود»، المصري اليوم، : الري ((( https://bit.ly/35TXqnV : ) 2020 كانون الأول / ديسمبر 1 : (تاريخ الدخول (2) Haile, F.,Ibid, p.147.
174
Made with FlippingBook Online newsletter