مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

أعادت إثيوبيا تمســكها بهذين المبدأين لضمان عدم معارضة هذه الدول لبناء الســد، والضغط على مصر والســودان للقبول بهما، وبالتالي إعطاء المشــروعية له، وهو ما تحقق في اتفاقية إعلان المبادئ كما ســبق أن أوضحنا، وقد تزامن هذا الخطاب مع خطاب آخر، وهو أن السد مرتبط بالتنمية، وتوفير الطاقة الكهربائية النظيفة والرخيصة ، " المســتوى الثالث " التي تحتاج إليها هذه الدول، وكذلك دول شــرق إفريقيا ككل والتي سيتم توليدها من سد النهضة وغيره، وأن إثيوبيا ستصبح مركزًا للطاقة الرخيصة النظيفة الخضراء بدً من كونها برج المياه في شرق إفريقيا، وبالتالي تصوير النيل، وما يقام عليه من ســدود، على أنه قضية تنموية بحتة، وأن الموارد المائية ســتحفز التنمية الاجتماعية والاقتصادية لإثيوبيا وتدعم مكافحتها للفقر، كما ستســهم في الوقت ذاته . ((( " شرق إفريقيا " في تحقيق نمو اقتصادي أكبر في المنطقة الأوسع ، في أجندة التنمية للاتحاد 18 ويلاحظ أن لغة الخطاب هذه مأخوذة من البند رقم يجب أن يكون لإفريقيا استخدام وإدارة منصفة " ، والذي نصّ على أنه "2063" الإفريقي ومســتدامة لموارد المياه من أجل التنميــة الاجتماعية والاقتصادية والتعاون الإقليمي ؛ ما يعني أن إثيوبيا تستهدف بخطابها أيضًا الحصول على التأييد القاري. ((( " والبيئة ومــرة أخرى نجحــت إثيوبيا في هــذا الخطاب، وفي تفكيــك خطاب الأمننة المصري؛ حيث لم تُبد دول الحوض اعتراضًا على السد، بل إنها استطاعت -وللمرة الأولى- الحصول على موافقة مصرية على مشروعية السد، وعدم الحديث عن الحقوق التاريخية، وتمثل ذلك في اتفاق إعلان المبادئ. ت-الخطاب على المستوى الدولي تعــد وزارة الخارجيــة الإثيوبية الجهة المنوط بها الترويــج للخطابات المقبولة الخاصة بالسد على المستوى الخارجي؛ لذا فهي تحرص على استغلال كل المنتديات الدولية المرتبطة بالبيئة والتغير المناخي لإبراز اســتراتيجيتها التي أطلقت عليها اســم Climate Resilient ( " اســتراتيجية الاقتصاد الأخضر القادرة على التكيف مع المناخ " هو " الأخضر " )، والقائمة على فكرة أن الاقتصاد الإثيوبي Green Economy strategy (1) Haile, F.,Ibid, pp.152-153.

(2) African Union Commission, Agenda 2063, Final Edition 2015, Article 18,p. 4

186

Made with FlippingBook Online newsletter