مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

-آلية الإذعان للهيمنة 4 وتتضمن عدة تكتيكات فرعية منها تكتيك خطاب الأمْنَنَة، بمعنى الترويج لفكرة ربط موضوع المياه بالأمن سواء أكان ذلك الربط مبنيّا على أسس معرفية دقيقة أم لا. ، الذي يقوم على إخفاء جوانب معينة من العلاقات " الخطاب المقبول " ومنها تكتيك النهرية (مثل التوزيع غير العادل)، مع التركيز على جوانب أخرى (مثل مزايا التعاون الفني)، ويدللان على ذلك بعدة أمثلة، منها: الخطاب المصري الرســمي الذي يروّج لفوائد مبادرة حوض النيل، والخطاب الإســرائيلي الرســمي للتعاون من خلال لجنة المياه الفلسطينية-الإســرائيلية المشتركة. وقد طغت الخطابات المصرية والإسرائيلية، على ســبيل المثال، بشــكل فعّال على وجهات النظر المعارِضة التي قدّمها المجتمع المدني الإثيوبي أو الفلســطيني في المنتديات الدولية ووســائل الإعلام، فضً عمّا يُعرف ببناء المعرفة، بمعنى الترويج لمقولات خاصة بالمياه ســواء أكان ذلك اســتنادًا لمعلومات دقيقة أم لا، بهدف المناورة، أو تقليل الضغوط سواء الداخلية أو الخارجية، ومن ذلك إعطاء مصر وجهات نظر غير دقيقة عن وضعها المائي سواء لمواطنيها، أو المؤسسات الدولية المانحة، أو الأصدقاء. ((( ثالثًا: الموارد الإكراهية وتتضمن السياق (النظام) الدولي والمؤسسات الدولية والموقع الجغرافي. فتمتّع الطرف المهيمن بمكانة سياسية مفضّلة عالميًا يمكن أن يؤدي بشكل مباشر إلى وضع أفضل في المنافســة على المياه. مثال على ذلك: يرتبط بقاء مصر وإســرائيل كقوتين مهيمنتيــن فــي أحواض الأنهار جزئيًا على الأقل بحقيقة أنهما كانا أكبر متلقيْن للدعم المالي والسياسي الأميركي، ومن وجهة نظرهما قد يلعب الاستعمار دورًا مهمّا في فهم نطاق الصراع والهيمنة في الأحواض المائية العابرة للحدود، فقد أدى تفضيل بريطانيا ، أو تفضيلها لمصر والسودان على إثيوبيا 1929 الاستعمارية لمصر على السودان، عام ، إلى توقيع معاهدات لا تتسم بالتوازن 1959 وأوغندا ودول مشاطئة أخرى للنيل، عام ضد دول المنبع، بل إنه قد تمّ استبعاد هذه الدول تمامًا من معاهدات أخرى. أما الحشد المالي الدولي، والانحياز في تمويل المؤسسات الدولية لدول الحوض، (1) Ibid., P.P.449-450

26

Made with FlippingBook Online newsletter