مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

من خلال التهديد بعمل عســكري، أو فرض عقوبات ج-الضغــوط الإكراهيــة: اقتصادية أو عزلة سياسية، أو القيام بعمليات تجسس أو دعاية...إلخ. وقد تكون هذه الأداة الأكثر اســتخدامًا لتحقيق أي من الاســتراتيجيات الثلاثة للتحكــم في موارد المياه، ويدلّلان على ذلك بحالة مصر وإثيوبيا، واســتخدام مصر هذه الأدوات طيلة أربعة عقود باعتبارها أقوى طرف في حوض النيل. حيث يقوم الطرف المهيمن بالتلاعب بالوقت لبقاء الوضع د- المماطلة النشطة: الراهن كما هو عليه. -المتثال من خلال المنفعة 2 وهو التكتيك الثاني الذي يتم عبر أسلوب الحوافز، وتتضمن الحوافز التجارية، والاعترافات الدبلوماســية، والحماية العســكرية. وقد أثبتت مشاريع المياه أنها حافز فعّال للتعاون الذي يمكن أن يؤدي إلى علاقات مائية أكثر استقرارًا، مثل إنشاء شبكة الكهرباء النيلية بين أوغندا ومصر، وكذلك مثل خط الري الذي يمر عبر أقواس الثيران على طول نهر أورانج بين جنوب إفريقيا وناميبيا. -آليات الإخضاع القانوني للمعاهدات 3 من خلال توقيع اتفاقية لإضفاء الطابع المؤسسي على الوضع المهيمن الراهن، بين مصر والســودان، حيث يمكن للجانب الأقوى 1959 كمــا هــو الحال في اتفاقية صياغة معاهدة تعكس التفاوتات القائمة، واستخدام الإكراه لإجبار الطرف غير المهيمن علــى التوقيع عليها، ويدلّل وارنر وزيتــون، على ذلك بالمعاهدة التي وقّعتها بريطانيا . وقد لاحظ الصليب الأحمر أن المحاولات ((( 1902 نيابــة عــن مصر مع إثيوبيا، عام المجزّأة لحل النزاعات حول المياه، والتي تستثني دول الحوض الأخرى تُضعف بشكل بين 1994 كبيــر فــرص تحقيق حلول طويلة الأجل. وأمثلة ذلك اتفاقية الســ م لعام بين مصر 1959 إسرائيل والأردن، والتي استبعدت الفلسطينيين ولبنان وسوريا، واتفاقية والسودان التي تجاهلت جميع الدول الأخرى الواقعة على ضفاف النيل وأهمها إثيوبيا. . سيرد ذكرها في الفصل الثاني (((

25

Made with FlippingBook Online newsletter