مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

كمــا يلاحــظ ثانيًا أن الإطار لا يركز كثيرًا على عمليات التنافس، أو التحدي أو العمليات المضادة للهيمنة التي يمكن أن تقوم بها القوى غير المهيمنة والتي قد تؤدي . ((( لتعديل أو حتى تغيير نظام الهيمنة انتقادًا ثالثًا وهو عدم وضع ((( ‍( Jenny Kehl بينما أضاف آخرون مثل جيني كيل ( مقاييــس للبُعد الخارجي، أو مؤشــرات تفصيلية لقيــاس كل عنصر من عناصر القوة . ((( المتباينة ومن ناحية رابعة، فإنّ هذا الإطار والنظرية التقليدية للهيمنة تجعل عناصر القوة الأربعة متســاوية، عكس نظرية السياسة المائية النقدية التي ظهرت لاحقًا، والتي ترى بوجود تباين بين هذه العناصر بما قد يعطي مســاحة للقوى الأضعف (غير المهيمنة) لاستخدامها في مواجهة القوى المهيمنة الكبرى. فالموقع الجغرافي لدول المنبع يكون مؤثــرًا فقــط إذا تم دمجه مع القوة المادية والمالية والجيوسياســية (تركيا في حوض نهــري دجلة والفــرات)، وفي حالات أخرى يكون أقل أهمية فــي تكوينات الهيمنة المائيــة المختلفــة (إثيوبيا وباقي دول المنبع في حالة حــوض النيل)، كما أن بعض عناصر القوة الناعمة (المساومة والأفكار) قد تقل فاعليتها بالنسبة للدول غير المهيمنة في ظل وجود عناصر القوة الصلبة لدى الطرف المهيمن، بل قد تكون تكريسًا وترجمة لها. كما أن القوى غير المهيمنة تقل قدرتها على المساومة في حال صعوبة الحصول على المعلومات والبيانات (حالة فلســطين ضد إسرائيل)، تمامًا كما أنّ القوة الفكرية هي عاكســة للهيمنة وعدم تكافؤ القوة، أي هي مفســرة للاختلال في العلاقات بين القوى المتشــاطئة كما هي الحال مثً من اســتغلال إسرائيل قوتها المادية في عملية ، كما أنها (إسرائيل) استفادت 1994 المســاومة مع الأردن في مفاوضات وادي عربة، (1) Frederiks W., Rooden, E., Trans boundary Water Troubles in Africa:An Interdisciplinary Case Study of the Grand Ethiopian Renaissance Dam and its Influence on the Nile Basin, (Utrecht University, Netherland, 2020, pp.27-28 جيني كيل، مديرة مركز سياسات المياه ورئيس مجلس إدارة كلية علوم المياه العذبة بجامعة ((( . ويسكونسن ميلووكي الأميركية (3) Zinzania, A., Menga, F., “The Circle of Hydro-Hegemony between riparian states, Development Policies and Borderlands: Evidence from the Talas Waterscape (Kyrgyzstan- Kazakhstan)” ,Science Direct, ( Vol. 85, October 2017),P.113

29

Made with FlippingBook Online newsletter