مقدمة يختص نهر النيل، كنهر دولي، بالعديد من المزايا والعيوب في آن واحد، وهي ما تؤهله لأن يكون إطارًا للتعاون في مجالات التنمية أو للصراع حول الهيمنة والهيمنة المضــادة بين الدول المشــاركة في مياهه. فرغم أنــه الأطول عالميّا، والثاني بعد نهر الدانــوب من حيث عدد الدول المشــاركة فيه (إحدى عشــرة دولة)، والوحيد الذي يجري من الجنوب إلى الشــمال، إلا أنه ليس الأغزر ماءً، بل يعد من أقل التصرّفات المائية في العالم، بســبب عمليات البخر وتســرب المياه إلى باطن الأرض. فالأمطار مليار متر، لا يصل منها إلى المصب 1680 التي تســقط على منابعه ســنويّا، وتقدر بـ % فقط، 4 . 5 مليار متر بسبب البخر)، أي ما يعادل 74 مليار متر (تصبح فعليّا 84 سوى ؛ حيث تحصل 1959 تتقاســمها دولتا المصب (مصر والســودان) بموجب اتفاقية عام مليارًا للسودان. 18 . 5 مليار متر مكعب، مقابل 55 . 5 مصر على وتعد إثيوبيا المنبع الرئيس لمياه النيل؛ إذ تشارك الهضبة الإثيوبية وحدها بحوالي % من إيراد نهر النيل، من خلال 85 عند أســوان المصرية أي مــا يعادل 3 مليــار م 71 50 ثلاثة أنهار رئيسية، هي: النيل الأزرق (نهر أباي)، وهو الرافد الأكبر حيث يسهم بـ % من إجمالي 60 % من حجم المياه القادمة من الهضبة، و 70 ، أي مــا يعادل 3 مليــار م المياه عند أسوان؛ وبالتالي فهو الأكثر أهمية بالنسبة لمصر التي تعتمد على مياه النيل %. ومن ثم فإن إقامة سد النهضة على النيل الأزرق يوضح أسباب القلق الذي 93 بنسبة مليار 74 ينتابها على حصتها المائية لاســيما في فترة ملء بحيرة الســد والتي تقدر بـ ، ونهر عطبرة 3 مليار م 11 متر مكعب، ثم هناك نهر السوباط (بارو- أكوبو) ويسهم بـ مليار متر مكعب، 13 ، أما الحصة الباقية من المياه ( 3 مليار م 10 (تاكيزى) ويســهم بـ دول، 6 % فقط من مياه النيل) فتأتي من هضبة البحيرات الاستوائية والتي تضم 15 أي هي: كينيا، وتنزانيا، ورواندا، وبوروندي، وأوغندا، والكونغو الديمقراطية. ويعد النيل الأبيض رافدها الأساسي الذي يلتقي مع النيل الأزرق وعطبرة شمال الخرطوم ليشكّلا نهر النيل. وإذا كانت إثيوبيا تشــكل المنبع الرئيســي لنهر النيل، فإن مصر في المقابل تعد المستفيد الأكبر منه بسبب قلّة الأمطار والمياه الجوفية ومصادر المياه الأخرى، وتعاني حالة من الندرة المائية بسبب قلة الموارد وزيادة عدد السكان؛ ما جعلها تنظر لقضية
6
Made with FlippingBook Online newsletter