مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

- القوة الجغرافية (الموقع الجغرافي) 3 يعد الموقع الجغرافي أحد أبرز ركائز القوة الظاهرة؛ إذ لا يمكن إخفاؤه. ونظريّا يمنح دولة المنبع ميزة في مواجهة دول الممر والمصب لأسباب عدة؛ فالموقع يمنح دولة المنبع ســلطة أفضل في إدارة نوعية وكمية المياه من الدول المشــاطئة الوسطى أو الدنيــا، كمــا أن دورات النهر في دول المنبــع تتميز غالبًا بالتضاريس الجبلية التي تسهم في إيجاد المزيد من مناطق تجمع المياه وتعزز كفاءتها لاسيما في إنتاج الطاقة . ((( الكهرومائية، كما أنها آخر من يتأثر بتلوث النهر مقارنة بدول المصب الأخرى ومع ذلك، يبقى تفعيل هذه الركيزة في الواقع العملي رهنًا بركائز القوة الأخرى، لاســيما القوة العسكرية والاقتصادية. بمعنى، إذا توافرت لدولٍ ما ركائز القوة الصلبة والناعمــة، فضــً عن الموقع الجغرافي، فإن هذا يعطيها تفوقًا وهيمنة مائية كبرى في مواجهة دول المصبّ كما الحال بالنسبة إلى تركيا على سبيل المثال في مواجهة سوريا والعراق فيما يتعلق بنهري دجلة والفرات. أمــا إذا كانت دولة المنبع لا تمتلــك هذه القوى مقابل دولة المصب، فإن هذا قــد يؤدي إلى حالة من حالات الصــراع والتصعيد الذي لا يعني بالضرورة الحرب، وإنما درجة من درجات التوتر والتصعيد وفق درجات الصراع التي أشــار إليها حلف الناتــو، وربمــا حالة نهر النيل مثال واضح على ذلك. فإثيوبيا حتى نهاية الألفية الثانية على الأقل، لم تكن تتمتع بميزة نســبية سوى الموقع الجغرافي مقابل مصر؛ وبالتالي عندما تســعى لتأكيد ميزتها الجغرافية، تقوم مصر بزيادة ضغطها السياســي، فضً عن التهديدات العسكرية، والنفوذ الاقتصادي؛ والذي غالبًا ما يؤدي إلى تفاقم الصراع بد . ((( من تعزيز التعاون وربما هذا الوضع وغيره يشــير إلى أن الحتمية الجغرافية لا تعمل أحيانًا، وأن . ((( الجغرافيا ليست دائمًا أهم مؤشر على القوة

(1)

Ejigu, N., Ibid, p.58.

(2)

Kehl, Ibid,.p,223.

(3)

Seifu, M.,Ibid,p.31.

81

Made with FlippingBook Online newsletter