مصر وإثيوبيا وصراع الهيمنة على حوض النيل

وبصفــة عامــة، يجوز إطلاق صفة اتفاق جزئي، أو اتفاق اســتعماري، أو حتى اتفاق تاريخي على هذه الاتفاقيات بالنظر لعنصر الزمن، كما يمكن إطلاق صفة اتفاق سياسي كونه يتضمن تقسيم النفوذ السياسي بين الدول الاستعمارية، أو ترسيم الحدود بين المستعمرات وبعضها البعض. وبالتالي، فإن قضية المياه لم تكن هي العنصر الأبرز . 1902 في بعض هذه الاتفاقيات المهمة مثل اتفاقية وفــي هــذا الإطار، يمكن تناول هذه الاتفاقيات وفــق الإطار المكاني (المنبع/ المصب)، والزماني (قبل الاستقلال أو بعده) في ثلاث نقاط أساسية:

- اتفاقيات الهضبة الاستوائية. ‌ أ - اتفاقيات هضبة الحبشة. ‌ ب - اتفاقيات دولتي المصب. ‌ ت

أ. اتفاقيات الهضبة الستوائية وهي تتضمن عدة اتفاقيات، أبرزها:

بين كل من بريطانيا (نيابة عن الســودان) وبلجيكا (نيابة : 1906 - اتفاقية لندن 1 ؛ بهدف إعادة تحديد مجالات نفوذ بريطانيا في شــرق ووسط إفريقيا، ((( عن الكونغو) وتعيين الحدود بين السودان والكونغو (أي هو اتفاق سياسي حدودي بالأساس)، لكن تتعهد حكومة دولة الكونغو المســتقلة بعدم القيام " نصّــت المــادة الثالثة منه على أن بإنشاء أو السماح ببناء أي عمل فوق نهر سيمليكي أو إيسانغو أو بجوارهما يكون من شــأنه خفض حجم المياه التي تتدفق من بحيرة ألبرت ما لم يتم الاتفاق مع حكومة ، وهو ما يُعرف بالإخطار المسبق. وبالتالي، ((( " الحكومة المصرية البريطانية " السودان بينما يقيّد شعب الكونغو " الســودان " اعتُبر الاتفاق يقدم امتيازًا لإحدى دول المصب عن الوصول إلى الجزء الخاص به من النيل. وهى عبــارة عن خطابين متبادلين بين كل من رئيس الوزراء : 1929 - اتفاقيــة 2 تمكن الملك البلجيكي، ليوبولد، من الحصول على اعتراف من زعماء أوروبا بحقه الشخصي في ((( .1908 ، قبل أن تنتقل الكونجو إلى الدولة البلجيكية عام 1885 ملكية الكونغو، سنة (2) Mtua,G., Bilateral Treaties on the Nile River and Their Impacts on International Relations, ( Master) , Tumani University Makumira, Arusha, Tanzania , July, 2017, ,p.35

83

Made with FlippingBook Online newsletter