. فكرة الحقوق المكتسبة 3 ترى مصر -وأيضًا الســودان- أن لديها حقوقًا تاريخية ومكتســبة في مياه النيل بموجب هذه الاتفاقيات، كما أن اتفاقية فيينا للمعاهدات أقرّت هذا الأمر، عندما أكدت فكرة التوارث الدولي؛ ما يعني الإقرار بإلزامية الحقوق المكتسبة للغير، وأنه لا يجوز التنصل منها، لاسيما إذا كانت مرتبطة بقضايا الحدود. فالتطبيق القضائي والدولي والعمل الدبلوماســي يؤكدان ضرورة احترام الحقوق المكتســبة في حالة الاســتخلاف كمبدأ من المبادئ الجوهرية والمستقرة في القانون بين 1959 الدولــي العام، وهو ما شــهده العديد من الاتفاقيات الدوليــة، مثل اتفاقية بريطانيا كدولة مستعمِرة ونيجيريا الدولة المستقلة الحديثة والتي تتعهد بموجبها نيجيريا . ((( بحماية البريطانيين الذين سيقيمون بها واســتنادًا لذلك، ترى مصر -وأيضًا الســودان- أن الإمبراطور الإثيوبي، منليك ، إنما كان يهدف لوضع حدود لبلاده، ومن ثم 1902 الثاني، عندما قام بتوقيع اتفاقية بات ما ورد فيها بشأن المياه حقوقًا مكتسبة، بل إن إثيوبيا تستند لذات المبدأ لرفض مطالب دول الجوار التي تطالبها بجزء من حدودها التي ســيطرت عليها إثيوبيا، مثل: بني شــنقول بالنسبة للسودان، والأوجادين بالنسبة للصومال. هذه الفكرة أيضًا هي ما أقرّتها منظمة الوحدة الإفريقية التي كانت إثيوبيا أحد المؤسسين لها وهي دولة المقر بالنسبة لها، حيث أكدت فكرة احترام الحدود الموروثة من الاستعمار تجنبًا لحدوث فوضى قارية تهدد السلم والأمن، واستقلال الدول الوطنية الحديثة، وهو ما أكد عليه أيضًا الاتحاد الإفريقي. ، وردت في ثنايا المذكرات المتبادلة بين " الحقوق المكتســبة " ويلاحظ أن فكرة ؛ حيث "1902 وهما من الموقّعين أيضًــا على اتفاق " ، 1925 بريطانيــا وإيطاليــا، عام اعترفت إيطاليا في هذه المذكرات بالحقوق الهيدروليكية التي اكتسبتها مصر والسودان ســابقًا في ميــاه النيل الأزرق والأبيض، ومعنى هذا وجــود حقوق تاريخية جاء هذا ، 1929 الاتفــاق كاشــفًا لها، وهو ما أكده أيضًا تبــادل المذكرات بين مصر وبريطانيا، . ((( واعتراف بريطانيا بالحقوق الطبيعية والتاريخية لمصر في مياه النيل محفوظ، آیت جبارة، إشكالية الاحترام الدولي للحقوق المكتسبة في القانون الدولي العام، (رسالة ((( .38 ،ص 2002 / 2001 ماجستير)، كلية الحقوق، جامعة الجزائر، .18 - 17 أبو الوفا ص (((
95
Made with FlippingBook Online newsletter